كتبت عن الأجنحة العمانية المشاركة في معارض الكتب العربية، ولم يلتفت لما كتبته من الذين أتوسم فيهم حفظ ماء وجه الثقافة العمانية في الخارج.. على الأقل.
مررت على معرض دمشق، وكان خاليا حتى من الموظف الذي عاد بعد ربع ساعة ليقف وحيدا وتائها بينما الأجنحة الأخرى تغص بالزوار.. لسبب بسيط وهو أن الكتب.. للعرض فقط، وأغلبها لمؤلفين ماتوا منذ سنوات طويلة.. أو ربما من قرون.
وحضرت أكثر من ثلاث دورات لمعرض كتاب أبوظبي وكانت الأرفف تصرخ من بياض (أصباغها) لولا بعض الكتب التراثية التي تبقت، في المعرض الأخير العام الماضي قيل أنها نفذت من الأيام الأولى.. لكن أتضح أن اللبس الذي حرم الإصدارات العمانية الحديثة من التواجد في معرض (كهذا) تواصل مع المسئولين المعنيين.
وحضرت معرض كتاب في الكويت، ولن أتحدث بما شاهدت، فقد يتواصل اللبس متنقلا من عاصمة عربية لأخرى.. وهذه المرة وصل القاهرة.. أفضل وأهم معرض كتاب عربي لتسويق الإصدار العماني، فهناك حنين من عشرات الآلاف من الأخوة المصريين الذين زاروا بلادنا (وأغلبهم مدرسين) للتعرف على هذه البلاد التي ألقت في قلوبهم قارورة عطر لا ينفد عبقها، لكن شاهد العيان على معرض القاهرة هو الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسي التي كتبت مقالها أمس بما يشبه البكائية حرقة على مستوى الجناح العماني.
ويبدو أن الدكتورة الشاعرة ستفتقد المشاركة لاحقا في أية فعالية ثقافية محلية كونها كتبت سلبا عن المشاركة العمانية في المعارض الخارجية.
لنفترض أنني حاسد وحاقد وغاضب ومتوهم أنني مثقف وكاتب افترض دوما أن له أحقية دعم (مادية ومعنوية) لكن ما يظهر للعيان (وليس العيّان) أن الانتقادات متواصلة من كثيرين أساءهم هذا الحضور الثقافي العماني الذي تتزعمه وزارة التراث والثقافة وإن سمحت بمشاركة مكتبات محلية فمعروفة نوعية المكتبات التي تشارك، ويبدو أن وزارة الإعلام قلصت مشاركاتها مع أن لديها ما هو أكثر من كتاب عمان 2008، والجامعة دورها الثقافي يحتاج إلى إعادة نظر لأنه يسير وفق جهد طلابي، لا تدعمه صناعة نشر على مستوى الكتابات الأدبية والدوريات الثقافية، جامعة بهذا الحجم والمستوى (والتسمية) ليس لديها مجلة (جامعية) تليق بذلك، ووزارة معنية بالثقافة (لا تصدر) مجلة معنية بالثقافة.. ووصلنا إلى نقطة المعارض التي تتم المشاركة فيها على استحياء و(تفكير) طويل في الموازنة يفوق ما قد نحققه من تعريف الآخر بجوهر وجودنا (قديمه وحديثه).
بكائيات سعيدة ليست الأولى وقد لن تكون الأخيرة إن لم تتحقق أمنيتنا بتدخل مباشر من صاحب السمو السيد وزير التراث والثقافة للاهتمام بالحضور العماني في هذه المحافل الثقافية (معارض ومؤتمرات وأسابيع عمانية) وثقتي به تعادلها ثقتي في سعة أفقه وتقبله للنقد الذي لا يبتغي سوى الحفاظ على سمعة السلطنة وأن حضورها في مثل هذه المحافل سيكون في مستوى لا يقل عن الآخرين، قد لا نحتاج لاستعراض عضلات (المال) لأننا نمتلك (عضلات) الفكر.
الأحد، 15 فبراير 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق