كتبت عن أهمية ثقافة الاختلاف عدة مرات، وأثارني حديث الناقد الكبير جابر عصفور للحديث مرة أخرى عن هذه الثقافة المهمة التي نفتقدها، وإن ادعينا امتلاكنا لناصيتها، بينما هي بعيدة عنا (كبعد الأرض عن جو السماء) كما يقول الشاعر العربي عنترة بن شداد في حديثه عن بعد الفحشاء عنه مفتخرا بسواد لونه.
ثقافتنا التقليدية، وهي دالة على منشئنا وتربيتنا (وما درجنا عليه من تلقيم وانتقال لجينات) تعزز البحث عن تفوق ما في شخصياتنا، وإن ارتبط بوهم، لكنه مهم في رفد هذه الشخصية بعوامل ثقة (مهما كانت غير حقيقية)، تفتش عن اختلاف ما: لوني وثقافي وديني ومذهبي، وغيرها من الأسباب الداعية لفتح هوّة (تفصل) أكثر من بناء جسر (يوصل).
بكل بساطة فأن تقبلنا للمختلف عنا ضعيف إلى درجة لا تحتمل، يضيق صدرنا بمن نراه لا يشبهنا، ليس له لون بشرتنا، ليس من جنسيتنا، لا يدين بديننا (وربما لا يتبع مذهبنا.. إلى حد ما).. وغيرها من الاختلافات اللاقابلة للتواصل بين الأفراد فيما تنهال علينا دعايات الحوار والتسامح والجلوس مع الآخر.. أما نحن فمختلفون حتى مع أنفسنا .. (وهذا طبيعي جدا).
يرى النافد جابر عصفور في أنه وهو الداعي من أجل تقبل المختلف قد يمارس إلغاء مع أقرب الناس إليه، ولده، هذا الشاب (الكبير) الذي يواجه والده بحقيقة مرة وهي أنه يمارس ثقافة الاختلاف على الورق (ليدعو بها الآخرين) فيما لا يتقبل اختلاف ولده عنه في وجهة نظر.
هذه الحقيقة نمارسها (غالبا) مبتدئين بأصغر الدوائر في وجودنا البشري، أنفسنا، فلا نقبل منها أن تختلف في أفكارها، عليها أن تلتزم حتى لا يقول الناس أن هذا الرجل متناقض وليس له كلمة، ويتعاملون مع المعطيات والمستجدات بذات الفكر القديم (من باب الثبات) وتتحول (نشافة الرأس) إلى مبدأ، والمبدأ إلى جوهر حياتي مهم لا يقبل القسمة على اثنين.
نؤمن بمعنى الكلمة، من منا لا يؤمن بأن الآخر مختلف عني، فكريا وثقافيا ونفسيا وذهنيا؟.. طرح منطقي لكن الواقع ينسف ذلك الإيمان ليبقيه نظريا فقط، فالعملي مترصد من ثقافة عميقة اعتادت أن الكبير ممتلك لسلطة الحقيقة وكمال الرؤية، الكبير قد تعني الأب الذي له الكلمة العليا في المنزل، لا أحد يناقشه في أمر، وحده له حق رفع الصوت والسوط، الحاكم بأمره في كافة غرف المنزل (وملحقاتها).. والكبير قد تعني مسئولنا في العمل، كبيرنا في الحارة، في القرية، في الولاية.
هذا (الكبير) لا يفترض الخروج عن نطاق (التوافق) معه باتجاه الاختلاف، يراه البعض كفر (وخروج عن ولي الأمر).. ولي الأمر في المنزل أو في المكتب.
الأغرب أن البعض يريدون من حولهم أن يكونوا نسخة منهم، عليهم أن يفكروا مثلهم، ويتبعون خياراتهم، يلام الآخر دوما من قبلهم، سواء اشترى هذا النوع من السيارة أو اختار ذلك اللون لها، ولماذا لم ينتظر قليلا لتهبط الأسعار، وألف لماذا.. هذا لقرار بسيط قد يتخذه المرء (على سبيل المثال).. أما لو تعلق بالديانة فإن القبول بالأخر خيانة للدين، وليس علينا بما يتم طرحه من أفكار حول التسامح والقبول بالآخر، فهذه أفكار كبيرة لا تمس الطبقة الوسطى بما تستحقه من ربع اهتما (فكيف بالأقل منها)؟!
لا نريد من الآخر سوى أن يشبهنا، يحرجنا إذا اختلف، نتوجس منه، عليه أن يمسح ملامحه التي تفصله عنا لينال شرف التشابه معنا، إن لم يكن التطابق.. تماما.
ثقافتنا التقليدية، وهي دالة على منشئنا وتربيتنا (وما درجنا عليه من تلقيم وانتقال لجينات) تعزز البحث عن تفوق ما في شخصياتنا، وإن ارتبط بوهم، لكنه مهم في رفد هذه الشخصية بعوامل ثقة (مهما كانت غير حقيقية)، تفتش عن اختلاف ما: لوني وثقافي وديني ومذهبي، وغيرها من الأسباب الداعية لفتح هوّة (تفصل) أكثر من بناء جسر (يوصل).
بكل بساطة فأن تقبلنا للمختلف عنا ضعيف إلى درجة لا تحتمل، يضيق صدرنا بمن نراه لا يشبهنا، ليس له لون بشرتنا، ليس من جنسيتنا، لا يدين بديننا (وربما لا يتبع مذهبنا.. إلى حد ما).. وغيرها من الاختلافات اللاقابلة للتواصل بين الأفراد فيما تنهال علينا دعايات الحوار والتسامح والجلوس مع الآخر.. أما نحن فمختلفون حتى مع أنفسنا .. (وهذا طبيعي جدا).
يرى النافد جابر عصفور في أنه وهو الداعي من أجل تقبل المختلف قد يمارس إلغاء مع أقرب الناس إليه، ولده، هذا الشاب (الكبير) الذي يواجه والده بحقيقة مرة وهي أنه يمارس ثقافة الاختلاف على الورق (ليدعو بها الآخرين) فيما لا يتقبل اختلاف ولده عنه في وجهة نظر.
هذه الحقيقة نمارسها (غالبا) مبتدئين بأصغر الدوائر في وجودنا البشري، أنفسنا، فلا نقبل منها أن تختلف في أفكارها، عليها أن تلتزم حتى لا يقول الناس أن هذا الرجل متناقض وليس له كلمة، ويتعاملون مع المعطيات والمستجدات بذات الفكر القديم (من باب الثبات) وتتحول (نشافة الرأس) إلى مبدأ، والمبدأ إلى جوهر حياتي مهم لا يقبل القسمة على اثنين.
نؤمن بمعنى الكلمة، من منا لا يؤمن بأن الآخر مختلف عني، فكريا وثقافيا ونفسيا وذهنيا؟.. طرح منطقي لكن الواقع ينسف ذلك الإيمان ليبقيه نظريا فقط، فالعملي مترصد من ثقافة عميقة اعتادت أن الكبير ممتلك لسلطة الحقيقة وكمال الرؤية، الكبير قد تعني الأب الذي له الكلمة العليا في المنزل، لا أحد يناقشه في أمر، وحده له حق رفع الصوت والسوط، الحاكم بأمره في كافة غرف المنزل (وملحقاتها).. والكبير قد تعني مسئولنا في العمل، كبيرنا في الحارة، في القرية، في الولاية.
هذا (الكبير) لا يفترض الخروج عن نطاق (التوافق) معه باتجاه الاختلاف، يراه البعض كفر (وخروج عن ولي الأمر).. ولي الأمر في المنزل أو في المكتب.
الأغرب أن البعض يريدون من حولهم أن يكونوا نسخة منهم، عليهم أن يفكروا مثلهم، ويتبعون خياراتهم، يلام الآخر دوما من قبلهم، سواء اشترى هذا النوع من السيارة أو اختار ذلك اللون لها، ولماذا لم ينتظر قليلا لتهبط الأسعار، وألف لماذا.. هذا لقرار بسيط قد يتخذه المرء (على سبيل المثال).. أما لو تعلق بالديانة فإن القبول بالأخر خيانة للدين، وليس علينا بما يتم طرحه من أفكار حول التسامح والقبول بالآخر، فهذه أفكار كبيرة لا تمس الطبقة الوسطى بما تستحقه من ربع اهتما (فكيف بالأقل منها)؟!
لا نريد من الآخر سوى أن يشبهنا، يحرجنا إذا اختلف، نتوجس منه، عليه أن يمسح ملامحه التي تفصله عنا لينال شرف التشابه معنا، إن لم يكن التطابق.. تماما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق