يصل المرء إلى مرحلة جميلة من العمر تتيح له النظر من بعيد لما فات، وكأنه غير معني بما عبره في سنوات (منصرمة)، مدهش ذلك التأمل، كأن الحياة بدأت مرة أخرى، أقول في نفسي حينما أصل الخمسين كيف سأتعامل مع حياتي، ومع الحياة، وفي الستين ترى أي دهشة سأروي عطشي للحياة من نبعها؟ وفي السبعين كيف سأبدو عجوزا بالكاد يرى، وحلمي من الآن أن يتطور علم البصريات فنبقى على ما تيسر من البصر حتى وإن خانتنا البصيرة.
ستحيط بي الكتب فلا أقوى على القراءة، وهذا عجز كبير أن لا أمارس هوايتي التي أدين لها بكل ما لدي، ماديا ومعنويا..
وستتأنق البنات أكثر، وسينكشف المستور أكثر، وحينها سأضرب يدا بيد، وأترحم على أيام زمان مرددا قول الشاعر إلا ليت الشباب يعود يوما، رغم أنه لا سنوات الشباب ولا أيام المراهقة نفعتنا بشيء، ومن الآن بدأنا نردد هذا البيت الشعري الذي أهدانا إياه ذلك الشاعر الأجمل، ترى فماذا يتبقى لنا فيما ينتظرنا في سنوات الشيخوخة؟!
لن تخرج كلمة الحب بذلك الصفاء حينما تنطلق من ابن العشرين أو الثلاثين، بل إن قلتها لأحد في ذلك العمر المنتظر فستبادرني إحداهن بقول يعطي نفس المعنى الذي حفظناه من السابقين: شايب وعايب، هذا إذا خرجت كلمة الحب من بين الأسنان التي تركت الفم أطلالا تشتكي من الروائح البغيضة، والمعنى الأهم هو أنه عليّ مواصلة التقوى وسؤال الله حسن الخاتمة والعيش بين الكتب إن لم نجد حفيدا يقرأ لنا.. أو نعتمد على طريقة برايل فربما ستتطور خلال العشرين عاما المقبلة.
من الآن بدأت أشعر بأن المرأة التي تكلمني فهي (متجمّلة) حسب المعنى العماني لكلمة التجمّل، فالجمال خاصية بشرية نعترف بقشريتها فقط، فالمرأة بجمالها الداخلي لا ترضي غرور الرجل الذي يريدها تحفة فنية إن أقبلت أو إن أدبرت، وكل تلك الصفات آية في الجمال حتى إذا تزوجها، حينها عليه أن يجد الخيط السحري بين الحبيبة (التي كانت) والحرمة (التي صارت).. هناك من وجده فسعدوا، وهناك من فقدوه.. فصاعوا!
نتحجج الآن بأنه لا وقت لدينا للتسكع في المجمعات التجارية، ومدرك أنني سأندم ندامة الكسعي بعد عشرين عاما أو أكثر، حيث سأجد متسعا من الوقت كي.. أراجع المستشفيات والوقوف في طابور طويل أمام أطباء يجربون فينا أكثر مما يعالجون، وقد يرونني عالة على الحياة فيسهلون إنتقالي إلى الدار الآخرة، سأقول لهم لا بأس، ضعوا معي كتابا وورقة وقلما، وإن خلت الورقة من بياض متبق سأكتب على بياض كفني أنني كنت أؤمن بقدرة روحي على البقاء قرونا من السنين لأنها لا تعرف سوى المحبة لكل شىء في الحياة، لكنه الجسد يفنى، ولا يمتلك سوى لحما وعظاما وكل ما هو غير قابل.. للخلود.
.. ولأنني متفائل بالحياة فوق قدرة الحياة على تفاؤلي أشعر أنني سأعمّر طويلا.. إلا إذا أصر أحد المتهورين و(هفّني) بسيارته في مشهد درامي سيبقى في ذاكرة الأصدقاء بضعة أشهر، وبعدها أصبح من المحسوبين على قوة الذاكرة، هناك من يتذكر قليلا، وهناك من ينسى كثيرا.. والحي أبقى من الميت!!
كل سنة في الحياة لها جمالها، تكتب حرفا قابلا للصمود في وجه زوابع البشر، ونعطي لكل عام من عمرنا الماء اللازم لغسل الغبار الذي تخلفه الزوابع، حينها ستصفو أرواحنا، وسندرك أن العمر أجمل بالحب.. محبة البشر، وخالق البشر.
ستحيط بي الكتب فلا أقوى على القراءة، وهذا عجز كبير أن لا أمارس هوايتي التي أدين لها بكل ما لدي، ماديا ومعنويا..
وستتأنق البنات أكثر، وسينكشف المستور أكثر، وحينها سأضرب يدا بيد، وأترحم على أيام زمان مرددا قول الشاعر إلا ليت الشباب يعود يوما، رغم أنه لا سنوات الشباب ولا أيام المراهقة نفعتنا بشيء، ومن الآن بدأنا نردد هذا البيت الشعري الذي أهدانا إياه ذلك الشاعر الأجمل، ترى فماذا يتبقى لنا فيما ينتظرنا في سنوات الشيخوخة؟!
لن تخرج كلمة الحب بذلك الصفاء حينما تنطلق من ابن العشرين أو الثلاثين، بل إن قلتها لأحد في ذلك العمر المنتظر فستبادرني إحداهن بقول يعطي نفس المعنى الذي حفظناه من السابقين: شايب وعايب، هذا إذا خرجت كلمة الحب من بين الأسنان التي تركت الفم أطلالا تشتكي من الروائح البغيضة، والمعنى الأهم هو أنه عليّ مواصلة التقوى وسؤال الله حسن الخاتمة والعيش بين الكتب إن لم نجد حفيدا يقرأ لنا.. أو نعتمد على طريقة برايل فربما ستتطور خلال العشرين عاما المقبلة.
من الآن بدأت أشعر بأن المرأة التي تكلمني فهي (متجمّلة) حسب المعنى العماني لكلمة التجمّل، فالجمال خاصية بشرية نعترف بقشريتها فقط، فالمرأة بجمالها الداخلي لا ترضي غرور الرجل الذي يريدها تحفة فنية إن أقبلت أو إن أدبرت، وكل تلك الصفات آية في الجمال حتى إذا تزوجها، حينها عليه أن يجد الخيط السحري بين الحبيبة (التي كانت) والحرمة (التي صارت).. هناك من وجده فسعدوا، وهناك من فقدوه.. فصاعوا!
نتحجج الآن بأنه لا وقت لدينا للتسكع في المجمعات التجارية، ومدرك أنني سأندم ندامة الكسعي بعد عشرين عاما أو أكثر، حيث سأجد متسعا من الوقت كي.. أراجع المستشفيات والوقوف في طابور طويل أمام أطباء يجربون فينا أكثر مما يعالجون، وقد يرونني عالة على الحياة فيسهلون إنتقالي إلى الدار الآخرة، سأقول لهم لا بأس، ضعوا معي كتابا وورقة وقلما، وإن خلت الورقة من بياض متبق سأكتب على بياض كفني أنني كنت أؤمن بقدرة روحي على البقاء قرونا من السنين لأنها لا تعرف سوى المحبة لكل شىء في الحياة، لكنه الجسد يفنى، ولا يمتلك سوى لحما وعظاما وكل ما هو غير قابل.. للخلود.
.. ولأنني متفائل بالحياة فوق قدرة الحياة على تفاؤلي أشعر أنني سأعمّر طويلا.. إلا إذا أصر أحد المتهورين و(هفّني) بسيارته في مشهد درامي سيبقى في ذاكرة الأصدقاء بضعة أشهر، وبعدها أصبح من المحسوبين على قوة الذاكرة، هناك من يتذكر قليلا، وهناك من ينسى كثيرا.. والحي أبقى من الميت!!
كل سنة في الحياة لها جمالها، تكتب حرفا قابلا للصمود في وجه زوابع البشر، ونعطي لكل عام من عمرنا الماء اللازم لغسل الغبار الذي تخلفه الزوابع، حينها ستصفو أرواحنا، وسندرك أن العمر أجمل بالحب.. محبة البشر، وخالق البشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق