بقيت ثلاثية أيام على رحيل مهرجان مسقط في دورته للعام الجاري..
لن تكون المساءات الثلاث المتبقية عادية في زخمها الجماهيري، تدرك بلدية مسقط هذه الحساسية الجماهيرية تجاه لحظات الوداع في مهرجانات احتفالية كهذه، كما تدرك شرطة عمان السلطانية (وغيرها من الجهات المعنية) بأن عشرات الآلاف المتدفقين على حديقتي القرم والنسيم سيؤثرون على حركة مئات الآلاف العابرين للمكانين.
مساء بعد غد سيقول المهرجان وداعا، إلى لقاء بعد عام، وحينما تنطفيء أضواء مصابيح حديقة النسيم لن يكون الوضع عاديا في الشارع الرابط بين نصف ولايات السلطنة، وحتى يكون الوداع شفافا وحالما يتوجب أخذ الحيطة والحذر من تكدس بشري تسببه السيارات التي تقف ذات اليمين وذات الشمال في المسافة الفاصلة والواصلة بين دوارين متقاربين.
وقبل أن تقال الوداعية لا بد أن نقول شكرا، لست وحدي من يراها جيدة في حق من نظموا وسهروا وتعبوا من أجل كل تلك الآلاف الدالفة إلى فضاءات المهرجان، منها من ينتظر موعد فتح البوابات، ومنهم من يشهد إغلاقها منتصف كل ليلة.
النجاح لا يكتب قصائده من فراغ..
قد نرى جوانب نقص، لكنه الفعل البشري المنطوي على النقص دائما..
قد نلحظ مشاهد إخفاق، لكن أي نجاح ذلك الذي يضع علامته الكاملة في مشهد ضخم زواره عشرات الآلاف كل مساء؟!
من أجل مسقط، مدينتنا الأثيرة، نحلم به مهرجانا أجمل ما في الدنيا من مهرجانات، ومن أجل أولئك الزوار نتمناه جمع محبة وخير وأنس، لا منغص يرفع من ضغط رب أسرة، ولا خطأ يدفع ثمنه زائر كل ذنبه أنه رغب بقضاء وقت ممتع في ليالي تبدو كالحلم الشفيف يدفع بعضه بعضا، ما أروعه يتجلى في بحيرة حديقة القرم، الألاف منجذبون نحو فضاء يعلو الماء، أضواء الليزر ترسم دوائر من حلم، والألعاب النارية تكتب سماء من جمال مضمخ بالنجوم الهادرة لحظة في عتمة المكان، فتذوي لتأتي حزمة ضوء غيرها تكتب المشهد من جديد.
أسابيع من الحركة الصاخبة ببهجتها، مع أن بهجة (شعار المهرجان) اختفت وقد بدأت بالترسخ كعلامة دالة على مهرجان مسقط، وكان يمكن تسويقها لتكون دمية عمانية تنافس شقرة باربي ودعايات فلة.
كم من أسرة تجمعت لتكون في رفقة سببها المهرجان؟.. أطفال أنسوا إلى ليالي الأنس والمرح، وكبار التقوا ليتعرفوا على ملامح من قديم المكان وروائح من عمق الزمان، تحت مظلة الحدث زرعوا ورود التواصل، لقاء وغناء ومسرح وترفيه وألعاب وفنون وغير ذلك من الجماليات المكتوبة في حدث مسقطي سنوي اعتدنا عليه، حتى وهو يثقل حركة شوارعنا بالزحام، لكن زحام الوجوه كان أجمل، تلك السمات القادمة من كل بقعة عمانية، نرى فيها إذ نراها تنوع المشهد المكاني العماني، والثراء الحضاري المتعدد، ريفا وبادية، ولهجات تختلف لتجمّل بعضها الآخر.
شكرا، لبلدية مسقط، منظمة الحدث، وألف شكر لكل الذين ساهموا ورعوا وشاركوا في رسم ملامح مهرجان أصبح متميزا بما اكتسبه من مزج بين قديم لا نريد أن ننساه، وحاضر من المهم أن نتعرف عليه عبر سمات شعوب عربية وأجنبية، ومليون شكر لكل زوار مهرجان مسقط، فقد كانوا الجمال الحقيقي، فقد برزت الشخصية العمانية المحببة للمقيمين والزوار، تلك الشخصية المحبة للآخرين المحترمة لهم.. بأعصاب هادئة وأخلاق.. أكثر هدوءا.. وتحضرا.
تشاؤل أخير:
كل أولئك المفكرين حضروا في مهرجان مسقط.. ترى من سننتظر في معرض مسقط.. للكتاب.؟!
لن تكون المساءات الثلاث المتبقية عادية في زخمها الجماهيري، تدرك بلدية مسقط هذه الحساسية الجماهيرية تجاه لحظات الوداع في مهرجانات احتفالية كهذه، كما تدرك شرطة عمان السلطانية (وغيرها من الجهات المعنية) بأن عشرات الآلاف المتدفقين على حديقتي القرم والنسيم سيؤثرون على حركة مئات الآلاف العابرين للمكانين.
مساء بعد غد سيقول المهرجان وداعا، إلى لقاء بعد عام، وحينما تنطفيء أضواء مصابيح حديقة النسيم لن يكون الوضع عاديا في الشارع الرابط بين نصف ولايات السلطنة، وحتى يكون الوداع شفافا وحالما يتوجب أخذ الحيطة والحذر من تكدس بشري تسببه السيارات التي تقف ذات اليمين وذات الشمال في المسافة الفاصلة والواصلة بين دوارين متقاربين.
وقبل أن تقال الوداعية لا بد أن نقول شكرا، لست وحدي من يراها جيدة في حق من نظموا وسهروا وتعبوا من أجل كل تلك الآلاف الدالفة إلى فضاءات المهرجان، منها من ينتظر موعد فتح البوابات، ومنهم من يشهد إغلاقها منتصف كل ليلة.
النجاح لا يكتب قصائده من فراغ..
قد نرى جوانب نقص، لكنه الفعل البشري المنطوي على النقص دائما..
قد نلحظ مشاهد إخفاق، لكن أي نجاح ذلك الذي يضع علامته الكاملة في مشهد ضخم زواره عشرات الآلاف كل مساء؟!
من أجل مسقط، مدينتنا الأثيرة، نحلم به مهرجانا أجمل ما في الدنيا من مهرجانات، ومن أجل أولئك الزوار نتمناه جمع محبة وخير وأنس، لا منغص يرفع من ضغط رب أسرة، ولا خطأ يدفع ثمنه زائر كل ذنبه أنه رغب بقضاء وقت ممتع في ليالي تبدو كالحلم الشفيف يدفع بعضه بعضا، ما أروعه يتجلى في بحيرة حديقة القرم، الألاف منجذبون نحو فضاء يعلو الماء، أضواء الليزر ترسم دوائر من حلم، والألعاب النارية تكتب سماء من جمال مضمخ بالنجوم الهادرة لحظة في عتمة المكان، فتذوي لتأتي حزمة ضوء غيرها تكتب المشهد من جديد.
أسابيع من الحركة الصاخبة ببهجتها، مع أن بهجة (شعار المهرجان) اختفت وقد بدأت بالترسخ كعلامة دالة على مهرجان مسقط، وكان يمكن تسويقها لتكون دمية عمانية تنافس شقرة باربي ودعايات فلة.
كم من أسرة تجمعت لتكون في رفقة سببها المهرجان؟.. أطفال أنسوا إلى ليالي الأنس والمرح، وكبار التقوا ليتعرفوا على ملامح من قديم المكان وروائح من عمق الزمان، تحت مظلة الحدث زرعوا ورود التواصل، لقاء وغناء ومسرح وترفيه وألعاب وفنون وغير ذلك من الجماليات المكتوبة في حدث مسقطي سنوي اعتدنا عليه، حتى وهو يثقل حركة شوارعنا بالزحام، لكن زحام الوجوه كان أجمل، تلك السمات القادمة من كل بقعة عمانية، نرى فيها إذ نراها تنوع المشهد المكاني العماني، والثراء الحضاري المتعدد، ريفا وبادية، ولهجات تختلف لتجمّل بعضها الآخر.
شكرا، لبلدية مسقط، منظمة الحدث، وألف شكر لكل الذين ساهموا ورعوا وشاركوا في رسم ملامح مهرجان أصبح متميزا بما اكتسبه من مزج بين قديم لا نريد أن ننساه، وحاضر من المهم أن نتعرف عليه عبر سمات شعوب عربية وأجنبية، ومليون شكر لكل زوار مهرجان مسقط، فقد كانوا الجمال الحقيقي، فقد برزت الشخصية العمانية المحببة للمقيمين والزوار، تلك الشخصية المحبة للآخرين المحترمة لهم.. بأعصاب هادئة وأخلاق.. أكثر هدوءا.. وتحضرا.
تشاؤل أخير:
كل أولئك المفكرين حضروا في مهرجان مسقط.. ترى من سننتظر في معرض مسقط.. للكتاب.؟!
سيدي الفاضل محمد سيف الرحبي تعودناعليك صحفياً في جريدة عُمان تقول دائما ما يُرضي أصحاب المعالي والسعادة، وقليلا ما تتتكلم عن قضايا مثل الفقر أو الحاجة إلا لحاجة في نفس محمد سيف . إن كنت تنوي الكتابة في النت فلماذا لا تكتب كما يكتب أهل النت، إني أراك تجتر محمد سيف الصحفي مرة أخرى .
ردحذفتقبل تحياتي