من مدن الصفيح والفقر جاء المليونير المتشرد ليكتسح الأوسكار في ليلة مشهودة ربما قد يتذكرها أصحاب التيتانيك، أولئك الذين عزفوا على وتر العشق، المدسوس في بقايا سفينة انهارت في فم الماء، لكن هناك ثمة قصة حب لتروى، تماما، كما بقي من حياة الفقر ما يروى، ويصلح فنا يكسب أهم جوائز الدنيا.. سينمائيا.
فيلم مصنوع بإمكانيات ليست كتلك التي صنع منها كاميرون فيلمه التيتانيك، لكنه قادر على الإبهار بإنسانيته، قدم ثقافة مختلفة، قادمة من حضارة قد تنتمي للعالم الثالث لكنها تتكىء على عالم مبهر بلمعان صفيح منازله، فكان الحصاد ثمان جوائز (عالمية).. ومئات الملايين كأرباح من وراء شباك التذاكر.
الطفلان اللذان قاما ببطولته خرجا من ما يشبه منزل ليسيرا فوق السجاد الأحمر كما فعلت وينسلت (الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة) وجميع النجوم الذين يحصدون عشرات الملايين، أولئك الذين يبيعون حق صور أطفالهم بالملايين وهم لا يزالون نطفة في بطون أمهاتهم، لكن الفقراء مشوا هذه المرة فوق السجادة الحمراء وأذهلتهم عاصمة الفن السابع هوليوود، لكن بعد الحفل مباشرة عادوا لمدينتهم مومباي، أو بالأحرى إلى الحياة الهامشية المكتظة بالفقر وما دون خط الفقر.
قبل أعوام فاز المخرج اللبناني أسد فولادكار بجوائز مهمة عن فيلمه لما حكيت مريم، إمكانيات بسيطة أحالت العادي إلى فن رفيع.. الفريق التقني مكون من طلاب متطوعين في والقصة ليست ضربا من خيال إنما نعيشها بشكل أو بآخر في واقعنا، فتاة وشاب يعيشان قصة حب لكن عدم الإنجاب (ووسط الضغوط الأسرية) تجبر الفتاة على زواج الحبيب /الزوج بأخرى، ومن يشاهد الفيلم يدرك أن الإبداع لا تصنعه الأرقام الكبيرة.
ويقال دوما أن المسرح هو حالة اجتماعية تتوازى مع كونها فنية، هو أبو الفنون لأنه الأقرب للناس، يقدم الفرجة بأفكار قادرة على إحداث حالة من الهوج في عقلية المتلقي، مسرحيات عبقرية بإمكانيات قليلة، وفي ما يسمى بالمسرح الجوال دلالة على قدرة المرء على تجاوز مبرر الإمكانيات لإيجاد إبداعه.
أكرر هذه الأمثلة وفي بالي خطاب محلي يستدعي دوما غياب الإمكانيات، غياب الدعم، قلة المكافآت، ندرة التشجيع، وغيرها من المفاهيم التي أضاعت علينا فنونا لم ترتبط يوما بفضاءات فنادق النجمات الخمس أو القاعات ذات الستائر المخملية بل بالناس الذين يشكلون الدعامة المحورية للتواصل.
الفيلم السينمائي الذي نريده لا بد أن يكون مبهرا، وعلى الجهات (عامة وخاصة) تقديم الدعم لإنجاز هذا الإنجاز.. مع أن التجربة الأولى تحتاج إلى إعادة نظر.
والفعل المسرحي يشتكي من غياب الدعم، فيما أن الفرق العاملة حاليا استطاعت الحضور (إلى حد ما) في المشهد المسرحي المحلي، وبقليل من تضحية الإداريين والممثلين وصلوا إلى أبعد مما يتصورون فحفزهم النجاح للعمل بصورة أفضل.
والمطرب العماني يحلم بالدعم وشركات الإنتاج الفني وهو لا يغادر منزله للبحث عن فرصة يؤكد فيها إخلاصه لما يشكله الفن والإبداع لديه من قضية وجود.
والمخرج التلفزيوني لا يزال يعمل بعقلية الموظف الذي عليه إنجاز المطلوب ثم يثرثر ليل نهار عن غياب الدعم وذهاب الفرص الذهبية لآخرين.. لم يسأل نفسه ما هو الإبداع الذي قدمه ليجبر الآخرين على احترام عمله.عناصر إبداعية كغيرها من الإبداعات الأخرى تحتاج إلى مفهوم الإخلاص والتضحية والعمل الدؤوب، حينها سنجد قول الحق تبارك وتعالي: إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
فيلم مصنوع بإمكانيات ليست كتلك التي صنع منها كاميرون فيلمه التيتانيك، لكنه قادر على الإبهار بإنسانيته، قدم ثقافة مختلفة، قادمة من حضارة قد تنتمي للعالم الثالث لكنها تتكىء على عالم مبهر بلمعان صفيح منازله، فكان الحصاد ثمان جوائز (عالمية).. ومئات الملايين كأرباح من وراء شباك التذاكر.
الطفلان اللذان قاما ببطولته خرجا من ما يشبه منزل ليسيرا فوق السجاد الأحمر كما فعلت وينسلت (الفائزة بأوسكار أفضل ممثلة) وجميع النجوم الذين يحصدون عشرات الملايين، أولئك الذين يبيعون حق صور أطفالهم بالملايين وهم لا يزالون نطفة في بطون أمهاتهم، لكن الفقراء مشوا هذه المرة فوق السجادة الحمراء وأذهلتهم عاصمة الفن السابع هوليوود، لكن بعد الحفل مباشرة عادوا لمدينتهم مومباي، أو بالأحرى إلى الحياة الهامشية المكتظة بالفقر وما دون خط الفقر.
قبل أعوام فاز المخرج اللبناني أسد فولادكار بجوائز مهمة عن فيلمه لما حكيت مريم، إمكانيات بسيطة أحالت العادي إلى فن رفيع.. الفريق التقني مكون من طلاب متطوعين في والقصة ليست ضربا من خيال إنما نعيشها بشكل أو بآخر في واقعنا، فتاة وشاب يعيشان قصة حب لكن عدم الإنجاب (ووسط الضغوط الأسرية) تجبر الفتاة على زواج الحبيب /الزوج بأخرى، ومن يشاهد الفيلم يدرك أن الإبداع لا تصنعه الأرقام الكبيرة.
ويقال دوما أن المسرح هو حالة اجتماعية تتوازى مع كونها فنية، هو أبو الفنون لأنه الأقرب للناس، يقدم الفرجة بأفكار قادرة على إحداث حالة من الهوج في عقلية المتلقي، مسرحيات عبقرية بإمكانيات قليلة، وفي ما يسمى بالمسرح الجوال دلالة على قدرة المرء على تجاوز مبرر الإمكانيات لإيجاد إبداعه.
أكرر هذه الأمثلة وفي بالي خطاب محلي يستدعي دوما غياب الإمكانيات، غياب الدعم، قلة المكافآت، ندرة التشجيع، وغيرها من المفاهيم التي أضاعت علينا فنونا لم ترتبط يوما بفضاءات فنادق النجمات الخمس أو القاعات ذات الستائر المخملية بل بالناس الذين يشكلون الدعامة المحورية للتواصل.
الفيلم السينمائي الذي نريده لا بد أن يكون مبهرا، وعلى الجهات (عامة وخاصة) تقديم الدعم لإنجاز هذا الإنجاز.. مع أن التجربة الأولى تحتاج إلى إعادة نظر.
والفعل المسرحي يشتكي من غياب الدعم، فيما أن الفرق العاملة حاليا استطاعت الحضور (إلى حد ما) في المشهد المسرحي المحلي، وبقليل من تضحية الإداريين والممثلين وصلوا إلى أبعد مما يتصورون فحفزهم النجاح للعمل بصورة أفضل.
والمطرب العماني يحلم بالدعم وشركات الإنتاج الفني وهو لا يغادر منزله للبحث عن فرصة يؤكد فيها إخلاصه لما يشكله الفن والإبداع لديه من قضية وجود.
والمخرج التلفزيوني لا يزال يعمل بعقلية الموظف الذي عليه إنجاز المطلوب ثم يثرثر ليل نهار عن غياب الدعم وذهاب الفرص الذهبية لآخرين.. لم يسأل نفسه ما هو الإبداع الذي قدمه ليجبر الآخرين على احترام عمله.عناصر إبداعية كغيرها من الإبداعات الأخرى تحتاج إلى مفهوم الإخلاص والتضحية والعمل الدؤوب، حينها سنجد قول الحق تبارك وتعالي: إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق