من المميزات الهامة والتي تؤكد فعلا أن لدينا خصوصية عمانية هي كراهيتنا للنقد، مع أننا نتغنى ليل نهار بأهميته، ونسميه أحيانا إيجابي، حتى إذا (زعّل) مسئولا يجب أن يسمى بالنقد السلبي ويوصف بأنه غير بنّاء.. وقد يتحذلق (كبيرهم) بأنه إساءة لجهود التنمية في البلاد وينم عن حقد وجهل بالحقائق.
أجمل صباح لي حينما أكتب عن الحب وما شابهه من مشاعر، وذاتيات ساخرة ومرحة، فردود فعل القراء أجمل مما خطته يميني (كما يقال قديما لكن الآن أصابع اليدين تضرب على لوحة المفاتيح)، أما إذا انتقدت أفعال مؤسسة ما فإن مسئوليها ستسخط على الكاتب والمقال وما ورد فيه، حتى وإن لم (تتجمّل) بتفنيد ما حصل.
وأتلقى ردود الفعل بعد كل مقال يومي أنشره في تشاؤلي هذا، لكن حديثي عن طول إجازة نصف العام الدراسي وجد صدى كبيرا، وانسحبت بعض التعليقات على خطط التعليم في بلادنا، وتجاوز بعضها حدود النقد للانتقاص من جهد كبير تقوم به وزارة التربية والتعليم، ولا جدال على ذلك، وهذا الكلام ليس اعتذارا مبطنا للوزارة على ما كتبت.. لأني لم أخطىء حتى أعتذر، والنقد لم يحمل أية إساءة.
قارىء (بمرتبة دكتور) صحح معلوماتي وقال أن الإجازة الممنوحة للطلبة مستمرة نحو شهرين، وهناك إضافات غير محسوبة لم يتلق الطلاب فيها دروسا رغم أنهم ذهبوا لمدارسهم، متسائلا: أين التخطيط، وكيف نضيع على الطلبة فرصة التعلم في هذا الطقس الرائع فيما صيفنا الحارق هو موسم الامتحانات.. والحصاد!!
قادني أملي أن أتوقع ردا من وزارة التربية والتعليم على هذه الإجازة المطولة، وحسب ردود الفعل فإن المدرسين أنفسهم اصابهم الملل من طولها، فأغلبهم لا يجيد الاستفادة من مواسم الأجازات فيما يعود عليهم بنفع علمي أو مادي.. والصمت دلالة على الموافقة بأنه ثمة مشكلة (أو لنقل كما يطيب لبعض المثقفين: إشكالية) جعلت من راحة بين فصلين ممتدة (وتتكرر كل عام) فيما مدارس التعليم الخاص آوت طلبتها إلى صدرها وقالت لهم أن راحتهم في تلقي العلم واعتياد الالتزام.. لا الاجازات.
حتى هذه النقطة انتهيت من الجزء السابق من المقال يوم الأربعاء، وتركته حتى تنضج الفكرة أكثر ولا تكون متهورة نتيجة ردود الأفعال التي وصلتني، إلا أن السبت حمل لي مفاجأة جميلة، رد من وزارة التربية والتعليم على مقال سابق لي عنوانه: أطعموا المعلمين، وامتد نحو نصف صفحة يوضح جهود الوزارة في الارتقاء بالمعلم.
ولا أريد الخوض في المقال لأنه مثالي على المستوى النظري، وكحال كل الجهات الرسمية (وحتى غيرها من مؤسسات خاصة وأفراد) لا يمكن الاعتراف بالقصور والتقصير كسمة معروفة في أي فعل بشري قائم على الاجتهاد وتنوع الرؤى والاختلاف في الرأي، مثل هذه المثاليات التنظرية لا يمكن الرد عليها (نظريا) فما يوجد في المدارس ربما لا يصل لكاتب الرد، أو أنه مكلف بخط مذكرة دفاع كأنها ستقدم إلى محكمة وليست في سياق مصلحة وطنية لا يمكن النظر فيها إلى الكاتب على أنه خصم يجب إبراز خطأ الإتهام أمامه لا صوابية الهدف (كالرد على الإجازات الغير مرئية قبل الإجازة الرسمية وبعدها).
طلبة ومدرسون ومدراء مدارس يتحدثون عن (تسرب) متفق عليه يحدث في مدارسنا، بينما الوزارة لا تريد أن تراه، فيا وزارة التربية والتعليم: نحن جميعنا في بيت كبير اسمه عمان، وإخلاصكم ليس أقل ولا أكثر من إخلاصنا، لكن استمعوا إلينا لتفسحوا لوجهات النظر فرصتها في الوقوف بمحبة هذا البلد، وهي ليست تهمة لتستحق دفاعا مستميتا.. حتى عن الموجود بوفرة، إلا إذا رغبتم في مديح العملية التعليمية.. كما أشرتم في ردكم أمس فهذا لا نقدر عليه لأنه لا حاجة به لمديح أو إبراز (حسناته) باعتباره الواجب.. وباعتبارنا مقدرين لكل جهودكم لكن علينا أن نبرز النقاط السوداء (أو ما نتخيله كذلك) ليتم التقليل منها إن لم يكن إلغاؤها.. من أجل بياض الثوب وجماله.
أجمل صباح لي حينما أكتب عن الحب وما شابهه من مشاعر، وذاتيات ساخرة ومرحة، فردود فعل القراء أجمل مما خطته يميني (كما يقال قديما لكن الآن أصابع اليدين تضرب على لوحة المفاتيح)، أما إذا انتقدت أفعال مؤسسة ما فإن مسئوليها ستسخط على الكاتب والمقال وما ورد فيه، حتى وإن لم (تتجمّل) بتفنيد ما حصل.
وأتلقى ردود الفعل بعد كل مقال يومي أنشره في تشاؤلي هذا، لكن حديثي عن طول إجازة نصف العام الدراسي وجد صدى كبيرا، وانسحبت بعض التعليقات على خطط التعليم في بلادنا، وتجاوز بعضها حدود النقد للانتقاص من جهد كبير تقوم به وزارة التربية والتعليم، ولا جدال على ذلك، وهذا الكلام ليس اعتذارا مبطنا للوزارة على ما كتبت.. لأني لم أخطىء حتى أعتذر، والنقد لم يحمل أية إساءة.
قارىء (بمرتبة دكتور) صحح معلوماتي وقال أن الإجازة الممنوحة للطلبة مستمرة نحو شهرين، وهناك إضافات غير محسوبة لم يتلق الطلاب فيها دروسا رغم أنهم ذهبوا لمدارسهم، متسائلا: أين التخطيط، وكيف نضيع على الطلبة فرصة التعلم في هذا الطقس الرائع فيما صيفنا الحارق هو موسم الامتحانات.. والحصاد!!
قادني أملي أن أتوقع ردا من وزارة التربية والتعليم على هذه الإجازة المطولة، وحسب ردود الفعل فإن المدرسين أنفسهم اصابهم الملل من طولها، فأغلبهم لا يجيد الاستفادة من مواسم الأجازات فيما يعود عليهم بنفع علمي أو مادي.. والصمت دلالة على الموافقة بأنه ثمة مشكلة (أو لنقل كما يطيب لبعض المثقفين: إشكالية) جعلت من راحة بين فصلين ممتدة (وتتكرر كل عام) فيما مدارس التعليم الخاص آوت طلبتها إلى صدرها وقالت لهم أن راحتهم في تلقي العلم واعتياد الالتزام.. لا الاجازات.
حتى هذه النقطة انتهيت من الجزء السابق من المقال يوم الأربعاء، وتركته حتى تنضج الفكرة أكثر ولا تكون متهورة نتيجة ردود الأفعال التي وصلتني، إلا أن السبت حمل لي مفاجأة جميلة، رد من وزارة التربية والتعليم على مقال سابق لي عنوانه: أطعموا المعلمين، وامتد نحو نصف صفحة يوضح جهود الوزارة في الارتقاء بالمعلم.
ولا أريد الخوض في المقال لأنه مثالي على المستوى النظري، وكحال كل الجهات الرسمية (وحتى غيرها من مؤسسات خاصة وأفراد) لا يمكن الاعتراف بالقصور والتقصير كسمة معروفة في أي فعل بشري قائم على الاجتهاد وتنوع الرؤى والاختلاف في الرأي، مثل هذه المثاليات التنظرية لا يمكن الرد عليها (نظريا) فما يوجد في المدارس ربما لا يصل لكاتب الرد، أو أنه مكلف بخط مذكرة دفاع كأنها ستقدم إلى محكمة وليست في سياق مصلحة وطنية لا يمكن النظر فيها إلى الكاتب على أنه خصم يجب إبراز خطأ الإتهام أمامه لا صوابية الهدف (كالرد على الإجازات الغير مرئية قبل الإجازة الرسمية وبعدها).
طلبة ومدرسون ومدراء مدارس يتحدثون عن (تسرب) متفق عليه يحدث في مدارسنا، بينما الوزارة لا تريد أن تراه، فيا وزارة التربية والتعليم: نحن جميعنا في بيت كبير اسمه عمان، وإخلاصكم ليس أقل ولا أكثر من إخلاصنا، لكن استمعوا إلينا لتفسحوا لوجهات النظر فرصتها في الوقوف بمحبة هذا البلد، وهي ليست تهمة لتستحق دفاعا مستميتا.. حتى عن الموجود بوفرة، إلا إذا رغبتم في مديح العملية التعليمية.. كما أشرتم في ردكم أمس فهذا لا نقدر عليه لأنه لا حاجة به لمديح أو إبراز (حسناته) باعتباره الواجب.. وباعتبارنا مقدرين لكل جهودكم لكن علينا أن نبرز النقاط السوداء (أو ما نتخيله كذلك) ليتم التقليل منها إن لم يكن إلغاؤها.. من أجل بياض الثوب وجماله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق