قبل أن يزعل المعلمون، ويهددون بأنهم سيرفعون دعوى قضائية مستعجلة ضدي، أقلها بتهمة حيازة مفرقعات، وهذا العنوان أحد أنواع (الفتاك).. هذا الذي اختفى صوته في هذا العيد لسبب بسيط وهو أن هناك رغبة صادقة في محاربته.
ولأن العرب قالت (ومازالت تقول) أن لكل مقام مقال، فإن الرغبة الصادقة نحتاجها لإطعام المعلمين، اتقاء لجوعهم الذي سيدفع الطلبة ثمنه عاجلا، والمجتمع آجلا.
أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب، عنوان كتاب مترجم وصدر مؤخرا عن مكتب التربية العربي لدول الخليج، جدير بأن يقوم المعلمون بشراء كميات كبيرة منه ليوزعوها في مكاتب وزارة التربية والتعليم (صغيرها وكبيرها) وعلى مديريات التربية في المناطق التعليمية، ويجبرون (رغما أو بالحيلة) كل مدراء المدارس على قراءته، لما فيه من وصفات ترفع من معنويات كل مدرس.
يرى البعض أن المعلم بشر لا ينبغي التعامل معه بتمييز أو تميز، موظف يقضي ساعاته ينظر إلى جدول الحصص ليتنقل بموجبها من غرفة إلى أخرى، لكن ماذا عن البيئة الإيجابية الضرورية للمدرس كي يحقق من خلال مساماتها نتائج إيجابية؟!
شارك أي مدرس في جلسة، وستسمع ما يجعلك تتخيل استحالة وجود كلمة (إيجابي) في العملية التعليمية، ظروف بعضها مرتبط بمكونات الشخصية الوظيفية العمانية حيث الرضا الوظيفي في أدنى منحنياته على الرسم البياني، ومنها ما تعمل الوزارة عليه كونها تطبق القوانين التي وضعها مشرّعون لم يسألوا يوما ماذا يمكن أن تقدم معلمة لديها طفل يبعد عنها ألف كيلومتر، وأمامها خيار واحد: إما الوظيفة والراتب، أو الجلوس في البيت تشاهد التلفزيون وتنتظر الزوج/الرجل تقف معه في وظيفة دعم لوجستي وكأن سنوات الدراسة والتخصص كمعلمة مجرد ترف يضاف إلى الرفاهية التي تعيشها الأسرة العمانية..
ماذا ننتظر من معلمات يعشن حياة البؤس في سكن بإحدى قرى جبال عمان، يتناهشهن الخوف من مقتحم للبيت (حدث هذا وقيدت القضية ضد مجهول) ، ويمضين الوقت في تذكر حبيب فارقنه وابن لا تدري أين تتركه حينما تذهب للمدرسة ولا بحالته لو تركته في بيت الأهل.. كيف تتحقق البيئة الإيجابية الملائمة لمدرس لا يشعر سوى بالإحباط، شاب مراهق يعيش تمزق المرحلة ومتاهاتها.
تقول مؤلفة الكتاب نيلا أ. كونرز أن المدرسة المتميزة مدينة في تميزها لإدارة ناجحة، وهذه تشكل محور تميز المعلمين، فهي (تغذي المعلمين باستمرار لتتأكد من أنهم لن يتغذوا على الطلبة).. إطعامهم نفسيا قبل أن يترك الطلبة لقمة سائغة لمشاعر البيئة السلبية المدعومة من تراكمات التشاؤم والاحباط والخيبة والانطواء وفقدان الامن والافتقار الى الاحترام والتقدير.
ووفق القوانين التي ترد بها الوزارة على كتابات أصحاب الأعمدة فإن كل شيء مثالي.. لا توجد مشاكل، البيئة الصحية المدرسية متوفرة، مدراء العموم يراقبون، يهتمون، مدراء المناطق التعليمية يسهرون من أجل ضمان سير العملية الدراسية على أحسن وجه، مدراء مدارس يصنعون البهجة ويوزعون الحلويات على المعلمين كل صباح ليبتسموا للطلبة ويزيحوا عن حواجبهم خطوط التجهم.
ليس ببعيد عن مديرية التربية بمسقط، أخبرني مدرس عن مديره أنه كثير الغياب، ويتبعه معلمون آخرون، ويدفع الطلبة ثمنا لهذه الفوضى، لم أصدقه كثيرا حتى وجدت ولي أمر متواصل مع رئيس مجلس الآباء، أبلغه أنهم حاولوا الاجتماع لكن المدير لا يحضر، يريدون أن يسألوه عن سر هذا الغياب عن المدرسة..
فيا وزارة التربية والتعليم.. اطعموا مدراء المدارس حلويات بنكهة الإخلاص قبل أن يتناولوا المعلمين والطلبة والمنهج الدراسي.. وربما جميع النباتات الطيبة التي تحرص الحكومة على زراعتها في حقول أجيال المستقبل، لا بد من مناخ يعيش فيه الجميع في دفء دون وجود تنور ساخن الكل يريد الهرب منه بأقصى سرعة.. لماذا لم تسألوا لماذا يأخذ الطلبة إجازة قبل الأجازة المعلنة وبعدها.. أسألوا مدراء المدارس إن لم يكن المدرسين.
ولأن العرب قالت (ومازالت تقول) أن لكل مقام مقال، فإن الرغبة الصادقة نحتاجها لإطعام المعلمين، اتقاء لجوعهم الذي سيدفع الطلبة ثمنه عاجلا، والمجتمع آجلا.
أطعموا المعلمين قبل أن يأكلوا الطلاب، عنوان كتاب مترجم وصدر مؤخرا عن مكتب التربية العربي لدول الخليج، جدير بأن يقوم المعلمون بشراء كميات كبيرة منه ليوزعوها في مكاتب وزارة التربية والتعليم (صغيرها وكبيرها) وعلى مديريات التربية في المناطق التعليمية، ويجبرون (رغما أو بالحيلة) كل مدراء المدارس على قراءته، لما فيه من وصفات ترفع من معنويات كل مدرس.
يرى البعض أن المعلم بشر لا ينبغي التعامل معه بتمييز أو تميز، موظف يقضي ساعاته ينظر إلى جدول الحصص ليتنقل بموجبها من غرفة إلى أخرى، لكن ماذا عن البيئة الإيجابية الضرورية للمدرس كي يحقق من خلال مساماتها نتائج إيجابية؟!
شارك أي مدرس في جلسة، وستسمع ما يجعلك تتخيل استحالة وجود كلمة (إيجابي) في العملية التعليمية، ظروف بعضها مرتبط بمكونات الشخصية الوظيفية العمانية حيث الرضا الوظيفي في أدنى منحنياته على الرسم البياني، ومنها ما تعمل الوزارة عليه كونها تطبق القوانين التي وضعها مشرّعون لم يسألوا يوما ماذا يمكن أن تقدم معلمة لديها طفل يبعد عنها ألف كيلومتر، وأمامها خيار واحد: إما الوظيفة والراتب، أو الجلوس في البيت تشاهد التلفزيون وتنتظر الزوج/الرجل تقف معه في وظيفة دعم لوجستي وكأن سنوات الدراسة والتخصص كمعلمة مجرد ترف يضاف إلى الرفاهية التي تعيشها الأسرة العمانية..
ماذا ننتظر من معلمات يعشن حياة البؤس في سكن بإحدى قرى جبال عمان، يتناهشهن الخوف من مقتحم للبيت (حدث هذا وقيدت القضية ضد مجهول) ، ويمضين الوقت في تذكر حبيب فارقنه وابن لا تدري أين تتركه حينما تذهب للمدرسة ولا بحالته لو تركته في بيت الأهل.. كيف تتحقق البيئة الإيجابية الملائمة لمدرس لا يشعر سوى بالإحباط، شاب مراهق يعيش تمزق المرحلة ومتاهاتها.
تقول مؤلفة الكتاب نيلا أ. كونرز أن المدرسة المتميزة مدينة في تميزها لإدارة ناجحة، وهذه تشكل محور تميز المعلمين، فهي (تغذي المعلمين باستمرار لتتأكد من أنهم لن يتغذوا على الطلبة).. إطعامهم نفسيا قبل أن يترك الطلبة لقمة سائغة لمشاعر البيئة السلبية المدعومة من تراكمات التشاؤم والاحباط والخيبة والانطواء وفقدان الامن والافتقار الى الاحترام والتقدير.
ووفق القوانين التي ترد بها الوزارة على كتابات أصحاب الأعمدة فإن كل شيء مثالي.. لا توجد مشاكل، البيئة الصحية المدرسية متوفرة، مدراء العموم يراقبون، يهتمون، مدراء المناطق التعليمية يسهرون من أجل ضمان سير العملية الدراسية على أحسن وجه، مدراء مدارس يصنعون البهجة ويوزعون الحلويات على المعلمين كل صباح ليبتسموا للطلبة ويزيحوا عن حواجبهم خطوط التجهم.
ليس ببعيد عن مديرية التربية بمسقط، أخبرني مدرس عن مديره أنه كثير الغياب، ويتبعه معلمون آخرون، ويدفع الطلبة ثمنا لهذه الفوضى، لم أصدقه كثيرا حتى وجدت ولي أمر متواصل مع رئيس مجلس الآباء، أبلغه أنهم حاولوا الاجتماع لكن المدير لا يحضر، يريدون أن يسألوه عن سر هذا الغياب عن المدرسة..
فيا وزارة التربية والتعليم.. اطعموا مدراء المدارس حلويات بنكهة الإخلاص قبل أن يتناولوا المعلمين والطلبة والمنهج الدراسي.. وربما جميع النباتات الطيبة التي تحرص الحكومة على زراعتها في حقول أجيال المستقبل، لا بد من مناخ يعيش فيه الجميع في دفء دون وجود تنور ساخن الكل يريد الهرب منه بأقصى سرعة.. لماذا لم تسألوا لماذا يأخذ الطلبة إجازة قبل الأجازة المعلنة وبعدها.. أسألوا مدراء المدارس إن لم يكن المدرسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق