أزمتنا مع المختلف أنه يصدم ثوابتنا وقناعاتنا، يزلزل كيانها، وما اعتدناه في تركيبتنا النفسية والروحية، وتتفاوت الهزة بين كونها عقلية سريعة أو وجودية صعبة التقبل، حتى الجسد قد يصاب بشد عضلي حينما تباغته حركة غير محسوبة، أو خارج اعتياديته من حركات لا يستطيع احتماله فينجم عن ذلك تمزق أو كسر.
هذا التمزق وذلك الكسر أمران يحدثان في زجاج نفسياتنا حينما يباغتها المختلف: موقف غير متوقع من صديق أو هجران حبيب أو انفعال شخص، أو كل ما كنا نحسبه أنه دائر في اعتياديتنا وضمن حدود تصورنا للأشياء.
وما يواجهه العالم من تصادم بين مكوناته الحضارية هو الحلقة الأكبر التي نشاهد لهيبها لأنها احتكاك قوى كبرى ينتج عنه الشرار لأنها تركت للمتناقضات أن تلتقي ببعضها البعض فيما توارت مشاعل التوافق بسبب أحجبة التعصب والجهل وعدم رؤية الآخر إلا من وراء ما وصل عنه من نتوءات التصادم.
حتى الأخبار الصادمة لا تكون كذلك إلا بمقدار تفاوتها عما يختلف عن ثقافتنا، ربما هو التصادم الخفيف الذي لا يصل حدود الصدمة، والحياة حبلى بالكثير من هذه المشاهد اليومية، وبما تحفل به الصفحات الأخيرة من الصحف يوميا، الخبر ظريف لأنه خارج المعتاد، كاسر لما ألفناه وتربينا عليه مع أن التربية والأخلاق مسائل نسبية تختلف من شعب لآخر، فما يصدمنا هنا قد لا يكون له ذات التأثير هناك، فكشف المرأة لوجهها في مناطق عمانية معينة قد يكون عيبا في مناطق تعتمد في عاداتها وتقاليدها على البرقع كجزء أساسي من زي نسائها، وهذا الحجاب الخفيف قد يكون رجعية ومبالغة في تغطية المرأة لنفسها لدى شعوب أخرى تعتمد تقاليدها على التخفف قدر الإمكان مما يثقل المرأة من ملابس.
قبل أيام أهدت إلينا جريدة ثلاثة أخبار تقع في دائرة الصدمة، والبعد عن المختلف في فكرنا وثقافتنا: مظاهرات في الهند احتجاجا على النجم الهوليودي ريتشارد جير لأنه قبّل إحدى نجمات السينما الهندية، في تقاليدهم لا يجوز فعل ذلك بعكس ما يحدث في الولايات المتحدة، بجانب هذا الخبر خبر آخر من دولة أوروبية تبرعت إحدى فتياتها بتوزيع الدفء والحنان على الناس في الشوارع، أحضان مجانية، والمسكينة اكتشفت (وكأنه اختراع علمي) بأن الناس سعدوا جدا بما تقدمه لهم، خاصة مع البرد الشديد الذي تكتسب فيه الأحضان دفئا وحنانا.. يحتاجه كل رجل.
خبران مدهشان، دهشتهما سببها الصدمة، صدمة الاختلاف والدخول في مناطق لا مألوفة في منجزنا الحضاري المتراكم، نجم سينمائي قبّل نجمة أخرى، اعتقدناه أنه عادي، فالنجوم هكذا عادتها خاصة في بلدان لا نحسب أنها ضمن التقبيل العلني، بينما تلك الأوروبية توزع الاحضان بالمجان في الشوارع لطالبي الحنان الآدمي، وأحسبها تسير في البلدان العربية لتجد الملايين من طالبي الدفء (حتى وإن كانت درجة الحرارة فوق الخمسين) والحنان، خاصة من فتاة شقراء تكتسب جمالا أكثر من فتنة المختلف عما عرفناه واعتدناه من المرأة التي لا نجد فيها لا شقرة شعر ولا زرقة عيون.أما المختلف الأجمل الذي كتبه خبر آخر فهو أن ثلاث صديقات تعاهدن أن يتزوجن شخصا واحدا، ووجد شاب سعودي نفسه زوجا لثلاث نساء دفعة واحدة استأجرن ثلاث شقق في نفس البناية، ومن تحن ليلتها فإن السهرة تكون في شقتها حتى يغادرنها مع انتهاء (وقت السهرة) ولعل أخونا (المحظوظ) سيجد الزوجات الثلاث يمضين الليل في ثرثرة لا تنتهي، تعززها الغيرة من تركه لصاحبة الليلة، فلا يطول بلح الشام، ولا عنب اليمن.. ولا حتى دهشة المختلف.. الرجل الذي حصد كل هذا المجد النسائي في (خبطة) واحدة.
هذا التمزق وذلك الكسر أمران يحدثان في زجاج نفسياتنا حينما يباغتها المختلف: موقف غير متوقع من صديق أو هجران حبيب أو انفعال شخص، أو كل ما كنا نحسبه أنه دائر في اعتياديتنا وضمن حدود تصورنا للأشياء.
وما يواجهه العالم من تصادم بين مكوناته الحضارية هو الحلقة الأكبر التي نشاهد لهيبها لأنها احتكاك قوى كبرى ينتج عنه الشرار لأنها تركت للمتناقضات أن تلتقي ببعضها البعض فيما توارت مشاعل التوافق بسبب أحجبة التعصب والجهل وعدم رؤية الآخر إلا من وراء ما وصل عنه من نتوءات التصادم.
حتى الأخبار الصادمة لا تكون كذلك إلا بمقدار تفاوتها عما يختلف عن ثقافتنا، ربما هو التصادم الخفيف الذي لا يصل حدود الصدمة، والحياة حبلى بالكثير من هذه المشاهد اليومية، وبما تحفل به الصفحات الأخيرة من الصحف يوميا، الخبر ظريف لأنه خارج المعتاد، كاسر لما ألفناه وتربينا عليه مع أن التربية والأخلاق مسائل نسبية تختلف من شعب لآخر، فما يصدمنا هنا قد لا يكون له ذات التأثير هناك، فكشف المرأة لوجهها في مناطق عمانية معينة قد يكون عيبا في مناطق تعتمد في عاداتها وتقاليدها على البرقع كجزء أساسي من زي نسائها، وهذا الحجاب الخفيف قد يكون رجعية ومبالغة في تغطية المرأة لنفسها لدى شعوب أخرى تعتمد تقاليدها على التخفف قدر الإمكان مما يثقل المرأة من ملابس.
قبل أيام أهدت إلينا جريدة ثلاثة أخبار تقع في دائرة الصدمة، والبعد عن المختلف في فكرنا وثقافتنا: مظاهرات في الهند احتجاجا على النجم الهوليودي ريتشارد جير لأنه قبّل إحدى نجمات السينما الهندية، في تقاليدهم لا يجوز فعل ذلك بعكس ما يحدث في الولايات المتحدة، بجانب هذا الخبر خبر آخر من دولة أوروبية تبرعت إحدى فتياتها بتوزيع الدفء والحنان على الناس في الشوارع، أحضان مجانية، والمسكينة اكتشفت (وكأنه اختراع علمي) بأن الناس سعدوا جدا بما تقدمه لهم، خاصة مع البرد الشديد الذي تكتسب فيه الأحضان دفئا وحنانا.. يحتاجه كل رجل.
خبران مدهشان، دهشتهما سببها الصدمة، صدمة الاختلاف والدخول في مناطق لا مألوفة في منجزنا الحضاري المتراكم، نجم سينمائي قبّل نجمة أخرى، اعتقدناه أنه عادي، فالنجوم هكذا عادتها خاصة في بلدان لا نحسب أنها ضمن التقبيل العلني، بينما تلك الأوروبية توزع الاحضان بالمجان في الشوارع لطالبي الحنان الآدمي، وأحسبها تسير في البلدان العربية لتجد الملايين من طالبي الدفء (حتى وإن كانت درجة الحرارة فوق الخمسين) والحنان، خاصة من فتاة شقراء تكتسب جمالا أكثر من فتنة المختلف عما عرفناه واعتدناه من المرأة التي لا نجد فيها لا شقرة شعر ولا زرقة عيون.أما المختلف الأجمل الذي كتبه خبر آخر فهو أن ثلاث صديقات تعاهدن أن يتزوجن شخصا واحدا، ووجد شاب سعودي نفسه زوجا لثلاث نساء دفعة واحدة استأجرن ثلاث شقق في نفس البناية، ومن تحن ليلتها فإن السهرة تكون في شقتها حتى يغادرنها مع انتهاء (وقت السهرة) ولعل أخونا (المحظوظ) سيجد الزوجات الثلاث يمضين الليل في ثرثرة لا تنتهي، تعززها الغيرة من تركه لصاحبة الليلة، فلا يطول بلح الشام، ولا عنب اليمن.. ولا حتى دهشة المختلف.. الرجل الذي حصد كل هذا المجد النسائي في (خبطة) واحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق