لا توجد قضية كبرى في العالم كالقضية الفلسطينية وهي تعيش ظروفا تتراوح بين التراجيديا والكوميديا السوداء والميلودراما وسائر المفردات التي يصح معها الحديث عن ملحمة مسرحية يقدمها عدد كبير من الممثلين، أبطالا وكومبارس، يؤدون أدوار خير وشر.
وليس من اليسير معرفة تداعيات أوصلت عبارة نستخدمها بكثرة إلى ألسنتنا حيث نكرر القول (على حساب القضية) تعبيرا عن لغة المصالح، فالقضية تطعمنا لا نطعمها.. ربما لأنها أصبحت من غير طعم.
والأحداث الواقعة مؤخرا ضمن مسرحة ساخرة للواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية دال على صعوبات خلخلت أسس بناءها حتى تكاد تفقد مشروعية النضال من أجلها، فبعد مفاوضات عقود من السنوات بين أصحاب الأرض ومستعمريها طفت على سطح الأحداث مفاوضات أخرى تعيد رسم المشهد التفاوضي، ولكن هذه المرة بين الأخوة الأعداء، وما يشبه الدولة الذي جاءت بها اتفاقيات أوسلو أصبحت دولتين، كل منهما تشرب مرارة الاحتلال والإذلال، لكن الأهم أن يبقى الفصيل على رأس السلطة.. أية سلطة كانت، وبأي ثمن كان.
ومن الغريب أن يصبح همّ قادة القضية ومناصريها وأصحاب الحلول التصالحية والتفاوضية هو مطالبة المحتل الإسرائيلي بأن يعلن (ولو كذبا) تجميد الاستيطان لأنه وكما يتم تسويقه إعلاميا يعرقل العملية السلمية، ويلحّ الجميع على أنه السبيل الوحيد لعودة المتفاوضين إلى الطاولات وكأنهم لم يشبعوا من الجلوس للتفاوض وفلاشات وسائل الإعلام والتصريحات التي تتحدث عن تقدم وملفات صعبة واتهامات متبادلة وغيرها من المفردات المتساوقة عبر وسائل الإعلام عشرات السنين.
والمشهد في الجانبين دال (بمرارة متناهية) على وضوح الهدف لدى كل منهما وغيبوبته، الفلسطينيون (وعلى رأسهم أبو مازن) يريدون تجميدا للمستوطنات كهدف يجب الوصول إليه قبل الشروع في أي تفاوض على حلول (مستحيلة).. وهذه لغة العجز البيّنة لأنه لا أحد يملك إجبار حكومة تل أبيب على غير ما تريده، والإسرائيليون يقولونها بالفم الملآن أنهم لن يرضخوا ويطلقون التصريحات تلو الأخرى بأنهم ماضون في مشروعهم (الواضح والبيّن) وعلى من يريد إبداء الأسف (كواشنطن) أو التعبير عن صدمته (كالأوربيين) والإدانة والشجب (كالعرب) ممارسة دورهم المحفوظ منذ عقود.
اللعبة المسرحية واضحة: محتل يقتل، وصاحب أرض هو الضحية، وهما أبطال العرض، أما الكومبارس فإنهم يقومون ما تفرضه عليهم شروط اللعبة: دعم لا غبار عليه مع بعض الإرضاءات للأصدقاء العرب (دور يقوم به رجل أمريكي) وشخص يقف باستمرار مع القاتل لكنه يشعر أحيانا بتأنيب الضمير (الدور للممثل الأوروبي) أما الممثل الآخر وهو شخص عربي فعليه أن يغضب ويندد.. يقدم مبادرة ويهدد بسحبها، بينما قالها وزير الخارجية الإسرائيلي بشكل واضح وصريح بأنه سيحذف موضوع القضية الفلسطينية من ملفات وزارته، وإسرائيل تمارس كل شيء على الأرض، تهوّد القدس، وتوسع المستعمرات، وتقول للعالم أنني لن أتوقف، ومن لا يعجبه الأمر فليشرب من البحر.. وإن كان أوباما.
هكذا تقاسم العالم أدوار اللعبة على الخشبة الفلسطينية، واكتفى الممثل العربي بمتابعة من يصعد إلى الخشبة من أبطال الحكومة الإسرائيلية، فمرة يقول أنهم حمائم، وتارة يقول أنهم صقور، مع أن جميع الطيور التي جرّبها خلال سنوات القضية من النوع الجارح المسيل للدماء، لكن العربي وبطيبته أو بطبعه يصدق الكلام الناعم، خاصة إن جاء بمفردة سلام، ومستعد أن يطبّع.. لغلبة الطبع عليه.
وليس من اليسير معرفة تداعيات أوصلت عبارة نستخدمها بكثرة إلى ألسنتنا حيث نكرر القول (على حساب القضية) تعبيرا عن لغة المصالح، فالقضية تطعمنا لا نطعمها.. ربما لأنها أصبحت من غير طعم.
والأحداث الواقعة مؤخرا ضمن مسرحة ساخرة للواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية دال على صعوبات خلخلت أسس بناءها حتى تكاد تفقد مشروعية النضال من أجلها، فبعد مفاوضات عقود من السنوات بين أصحاب الأرض ومستعمريها طفت على سطح الأحداث مفاوضات أخرى تعيد رسم المشهد التفاوضي، ولكن هذه المرة بين الأخوة الأعداء، وما يشبه الدولة الذي جاءت بها اتفاقيات أوسلو أصبحت دولتين، كل منهما تشرب مرارة الاحتلال والإذلال، لكن الأهم أن يبقى الفصيل على رأس السلطة.. أية سلطة كانت، وبأي ثمن كان.
ومن الغريب أن يصبح همّ قادة القضية ومناصريها وأصحاب الحلول التصالحية والتفاوضية هو مطالبة المحتل الإسرائيلي بأن يعلن (ولو كذبا) تجميد الاستيطان لأنه وكما يتم تسويقه إعلاميا يعرقل العملية السلمية، ويلحّ الجميع على أنه السبيل الوحيد لعودة المتفاوضين إلى الطاولات وكأنهم لم يشبعوا من الجلوس للتفاوض وفلاشات وسائل الإعلام والتصريحات التي تتحدث عن تقدم وملفات صعبة واتهامات متبادلة وغيرها من المفردات المتساوقة عبر وسائل الإعلام عشرات السنين.
والمشهد في الجانبين دال (بمرارة متناهية) على وضوح الهدف لدى كل منهما وغيبوبته، الفلسطينيون (وعلى رأسهم أبو مازن) يريدون تجميدا للمستوطنات كهدف يجب الوصول إليه قبل الشروع في أي تفاوض على حلول (مستحيلة).. وهذه لغة العجز البيّنة لأنه لا أحد يملك إجبار حكومة تل أبيب على غير ما تريده، والإسرائيليون يقولونها بالفم الملآن أنهم لن يرضخوا ويطلقون التصريحات تلو الأخرى بأنهم ماضون في مشروعهم (الواضح والبيّن) وعلى من يريد إبداء الأسف (كواشنطن) أو التعبير عن صدمته (كالأوربيين) والإدانة والشجب (كالعرب) ممارسة دورهم المحفوظ منذ عقود.
اللعبة المسرحية واضحة: محتل يقتل، وصاحب أرض هو الضحية، وهما أبطال العرض، أما الكومبارس فإنهم يقومون ما تفرضه عليهم شروط اللعبة: دعم لا غبار عليه مع بعض الإرضاءات للأصدقاء العرب (دور يقوم به رجل أمريكي) وشخص يقف باستمرار مع القاتل لكنه يشعر أحيانا بتأنيب الضمير (الدور للممثل الأوروبي) أما الممثل الآخر وهو شخص عربي فعليه أن يغضب ويندد.. يقدم مبادرة ويهدد بسحبها، بينما قالها وزير الخارجية الإسرائيلي بشكل واضح وصريح بأنه سيحذف موضوع القضية الفلسطينية من ملفات وزارته، وإسرائيل تمارس كل شيء على الأرض، تهوّد القدس، وتوسع المستعمرات، وتقول للعالم أنني لن أتوقف، ومن لا يعجبه الأمر فليشرب من البحر.. وإن كان أوباما.
هكذا تقاسم العالم أدوار اللعبة على الخشبة الفلسطينية، واكتفى الممثل العربي بمتابعة من يصعد إلى الخشبة من أبطال الحكومة الإسرائيلية، فمرة يقول أنهم حمائم، وتارة يقول أنهم صقور، مع أن جميع الطيور التي جرّبها خلال سنوات القضية من النوع الجارح المسيل للدماء، لكن العربي وبطيبته أو بطبعه يصدق الكلام الناعم، خاصة إن جاء بمفردة سلام، ومستعد أن يطبّع.. لغلبة الطبع عليه.