لا نحتاج إلى المزيد من الزهو لندرك أن الحكمة العمانية في التعامل مع الآخرين أتت أكلها على مدار سنوات النهضة الحديثة، وقد كسبنا أصدقاء على امتداد الخارطة العالمية، وبقي المواطن العماني موضع ترحيب في كل مكان يسافر إليه، فلم تلاحقه تهم الإرهاب (ومتعلقاتها) لأن بلادنا لم تفرّخ تفجيريين أو تكفيريين.
هناك ما هو أعمق من كلمة سياسة، سواء أشرنا بها إلى الداخل أو قلنا أنها موجهة للخارج/للآخر.
هناك الحكمة، صوت العقل، الرؤية السياسية، والشخصية التي أبعدتها الحكمة عن الهزات العنيفة وزوابع التوتر التي تصيب الذات بتمزقات وإنكسارات ليس من اليسير مداواتها.. فكانت شخصية العماني لافتة للزائر وهو يلتقي بالمواطن، المتصالح مع نفسه، البسيط في تعامله، المحترم لذاته قبل أن يحترم ضيفه..
ملامح هذه الرؤية كانت حاضرة في حديث معالي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية قبل يومين، الحكمة التي شكلت ملامح الشخصية العمانية، ليس في العصر الحديث فقط، وإنما عبر عصور امتدت على هذه الشخصية، وهي تعيش في تصالحها الداخلي.. وهي تواجه العالم الخارجي.
منذ فجر النهضة الحديثة وبلادنا بحكمة جلالة السلطان المعظم قدمت دروسا في كيفية صناعة الأصدقاء لا تفريخ الأعداء، واحترام الجوار لا تحطيم أسسه، وعدم الدخول في مهاترات سياسية ومراهقات بطولية أبان الزمن أن من جرّبها دفع ثمنا باهظا من مقدرات بلاده وخيراتها: حروب أحرقت الحاضر والمستقبل كما أساءت لماض من تاريخ وتضحيات، وعقوبات دولية خنقت البشر والحجر، ولم تفد في صياغة مشروع سياسي أو تنموي.
نفتخر ببلادنا التي لا تبحث عن العناوين الرئيسية في الصحف، ولا عن الخبر الرئيسي في نشرات الأخبار الرئيسية، بل تكتفي بخبر صغير وهامشي طالما يتحدث عن مشروع يخدم الوطن والمواطن، عن رصف شارع وإنارة آخر، عن بناء مدرسة ومركز صحي، وغير ذلك من أولويات تأتي بعيدا عن ألعاب السياسة والمناورات، والتصريح الذي يجعلنا نفقد صديقا بدلا من أن يقرّب خصما.
نفخر بعمان، التي أعطت الآخرين دون حاجة لمانشيت صحفي يخدش فلسفة العطاء، حيث لا منّة ولا أذى.. ولا طلب دعاية إعلامية فاحتفظ الصديق بقيمة مضافة.
عمان التي لم تفاخر بتكديس الأسلحة المتطورة مقابل مليارات الريالات التي تحتاجها جهود التنمية، وكان من الطبيعي أن تخنق الأزمة المالية العالم بينما توقع بلادنا على مشاريع تنموية بأكثر من مليار دولار.. وفي يوم واحد.
عمان التي تعمل ولا تصرّح، تكتب حاضرها بهدوء كي لا تشوّه المستقبل برعونة التصرف.
من هذه الرؤية كان على الضيف أن يرحل إذ لم يلتزم بالمبادىء التي سارت عليها الحكمة العمانية وشكّلت ملامح نجاحها، حيث الجار قبل الدار، والشقيق له حق الأخوّة في الحفاظ على استقرار بيته، والصديق له واجب الاحترام لأن الكسب يأتي من نشر ثقافة الصداقة أما الخسائر فما أسهلها حينما نوزع ثقافة التوتر والبحث المجاني عن الأعداء.
نعم الحكمة ضالة المؤمن، وضالة السياسي أيضا.
هناك ما هو أعمق من كلمة سياسة، سواء أشرنا بها إلى الداخل أو قلنا أنها موجهة للخارج/للآخر.
هناك الحكمة، صوت العقل، الرؤية السياسية، والشخصية التي أبعدتها الحكمة عن الهزات العنيفة وزوابع التوتر التي تصيب الذات بتمزقات وإنكسارات ليس من اليسير مداواتها.. فكانت شخصية العماني لافتة للزائر وهو يلتقي بالمواطن، المتصالح مع نفسه، البسيط في تعامله، المحترم لذاته قبل أن يحترم ضيفه..
ملامح هذه الرؤية كانت حاضرة في حديث معالي الوزير المسئول عن الشئون الخارجية قبل يومين، الحكمة التي شكلت ملامح الشخصية العمانية، ليس في العصر الحديث فقط، وإنما عبر عصور امتدت على هذه الشخصية، وهي تعيش في تصالحها الداخلي.. وهي تواجه العالم الخارجي.
منذ فجر النهضة الحديثة وبلادنا بحكمة جلالة السلطان المعظم قدمت دروسا في كيفية صناعة الأصدقاء لا تفريخ الأعداء، واحترام الجوار لا تحطيم أسسه، وعدم الدخول في مهاترات سياسية ومراهقات بطولية أبان الزمن أن من جرّبها دفع ثمنا باهظا من مقدرات بلاده وخيراتها: حروب أحرقت الحاضر والمستقبل كما أساءت لماض من تاريخ وتضحيات، وعقوبات دولية خنقت البشر والحجر، ولم تفد في صياغة مشروع سياسي أو تنموي.
نفتخر ببلادنا التي لا تبحث عن العناوين الرئيسية في الصحف، ولا عن الخبر الرئيسي في نشرات الأخبار الرئيسية، بل تكتفي بخبر صغير وهامشي طالما يتحدث عن مشروع يخدم الوطن والمواطن، عن رصف شارع وإنارة آخر، عن بناء مدرسة ومركز صحي، وغير ذلك من أولويات تأتي بعيدا عن ألعاب السياسة والمناورات، والتصريح الذي يجعلنا نفقد صديقا بدلا من أن يقرّب خصما.
نفخر بعمان، التي أعطت الآخرين دون حاجة لمانشيت صحفي يخدش فلسفة العطاء، حيث لا منّة ولا أذى.. ولا طلب دعاية إعلامية فاحتفظ الصديق بقيمة مضافة.
عمان التي لم تفاخر بتكديس الأسلحة المتطورة مقابل مليارات الريالات التي تحتاجها جهود التنمية، وكان من الطبيعي أن تخنق الأزمة المالية العالم بينما توقع بلادنا على مشاريع تنموية بأكثر من مليار دولار.. وفي يوم واحد.
عمان التي تعمل ولا تصرّح، تكتب حاضرها بهدوء كي لا تشوّه المستقبل برعونة التصرف.
من هذه الرؤية كان على الضيف أن يرحل إذ لم يلتزم بالمبادىء التي سارت عليها الحكمة العمانية وشكّلت ملامح نجاحها، حيث الجار قبل الدار، والشقيق له حق الأخوّة في الحفاظ على استقرار بيته، والصديق له واجب الاحترام لأن الكسب يأتي من نشر ثقافة الصداقة أما الخسائر فما أسهلها حينما نوزع ثقافة التوتر والبحث المجاني عن الأعداء.
نعم الحكمة ضالة المؤمن، وضالة السياسي أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق