نتخيل، بالكتابة، أنه يمكننا تغيير العالم، بينما لو نظرنا قليلا إلى أنفسنا لاكتشفنا عجزنا المريع عن تغيير أنفسنا، نتشابه مع أحلامنا صغارا حيث نريد أن نغيّر الكون، حتى إذا مضى بنا العمر إلى أرذله عجزنا عن إحداث التغيير الذي أردناه حتى على المستوى الشخصي.
الكتابة في لحظة شبه مع الطفولة..
الرغبة في قول شيء ذي معنى لهذا العالم المحيط بنا..
الرغبة هي الحلم..
والعنوان العريض: التغيير.
والهدف: نحو الأفضل.
قد يمر العمر ونكتشف أننا لم نحقق مبتغانا، حتى وإن ضم كتاب العمر زوجة وبيت وسيارة وقبل ذلك وظيفة ساهمت في صنع ذلك.
لان الطموحات كانت أكبر من العمر، ولأن العمر لا تتسع سنواته لكل ما أردنا..
هو ذاته شعور الكاتب، هناك الكثير مما يمكن تغييره، يرى في الخطأ مشروع مقال، يرى في التناقض مشروع قصة قصيرة، يرى في اللحظة إحساس مذهل لكتابة قصيدة، وكاتب المقال هو الصارخ الأكبر بأنه يبتغي من صراخه الكتابي مجتمعا أفضل، أجمل، أنقى، يشبه ما تخيله أفلاطون عن المدينة الفاضلة، مدينة لا مكان فيها للصوص والمرتشين، ولا للجائعين والمتسولين، ولا لجميع الأخطاء والخطايا الزاخرة بها الكرة الأرضية حد الإنفجار.
ما قيمة الكتابة إن لم يجد صوتها الصدى المتخيل لدى الكاتب؟!
وماذا يمكن للمجتمع أن يحققه في سعيه نحو الكمال، وما يريده الكاتب له من مثالية نزلت بها الديانات السماوية، وحثت عليها الحكمة الأرضية على لسان كل من اعتبروا قديسين وفلاسفة؟!
أؤمن بالحلم، أؤمن بقدرة الإنسان على التغيير..
لكني لا أؤمن بوجود المثالية إلا في المستوى الذي يدل على إمكانية وجودها، وحدوث النقاء فيما لو أخلصنا أعمالنا لله ولا نقوم بها من أجل كائن أرضي لغرض دنيوي.
فالكاتب الذي يتصور أنه رسول يدعو إلى مجتمع مكتمل النمو والأخلاق عليه البرهنة أمام نفسه أنه مكتمل بما يطالب به في سائر المجتمع، أن يكون التنويري لكي تأتي الكلمة (المكتوبة) بقداسة الفعل (المبتغى) للمجتمع.. (والممارس) من قبله.
مؤكد أنه لا يمكن للكاتب تحقيق مثالية بالمعنى الأسمى للكلمة وإن أصرّ على وجوب تحقيقها في المجتمع، في تجانسه وأجناسه، فالكتابة أشبه بإطلاق حمائم الأحلام والتمنيات، قد لا يكون في جيبنا الكثير من الحبوب لنطعمها إياه، لكن يمكن للمجتمع نثر حبوب المحبة من حولها لتهبط إلى الأرض بسلام واطمئنان، ترعى في ملكوت الله بالأمان الذي لا تصنعه إلا عدالة في كل شيء، الطفل لا يخاف، والمرأة لا تقلق، والموظف لا يتذمر، والمسئول له من اللاءات ما لا يحصى.
فهل دور الكاتب التقاط حبوب الأخطاء من الأرض ليكتب عنها، أم يقدم الحلول التي يمكن أن تصل إلى صانع القرار فيشعر أن صاحب القلم عونا له من أجل الصالح العام لا متصيدا لأخطائه..
الكتابة نزوع نحو التغيير، بقوة الكلمة لا قسوتها، والكاتب ليس وحده في ساحة التغيير نحو الأفضل، كل يقوم بدوره، لا لنجعل من المجتمع مثاليا، فهذا ليس مكانه على الأرض، إنما لتكون دارنا أكثر ألفة وتماسكا وتحضرا، وأقل أخطاء، من تلك المسببة لمعاناة بشر يعيشون بيننا، لا يفعلها القابضون على مصالح الناس وظيفيا، إنما يقوم بها أيضا حتى رب البيت وهو يحيد عن درب الخير.
الكتابة في لحظة شبه مع الطفولة..
الرغبة في قول شيء ذي معنى لهذا العالم المحيط بنا..
الرغبة هي الحلم..
والعنوان العريض: التغيير.
والهدف: نحو الأفضل.
قد يمر العمر ونكتشف أننا لم نحقق مبتغانا، حتى وإن ضم كتاب العمر زوجة وبيت وسيارة وقبل ذلك وظيفة ساهمت في صنع ذلك.
لان الطموحات كانت أكبر من العمر، ولأن العمر لا تتسع سنواته لكل ما أردنا..
هو ذاته شعور الكاتب، هناك الكثير مما يمكن تغييره، يرى في الخطأ مشروع مقال، يرى في التناقض مشروع قصة قصيرة، يرى في اللحظة إحساس مذهل لكتابة قصيدة، وكاتب المقال هو الصارخ الأكبر بأنه يبتغي من صراخه الكتابي مجتمعا أفضل، أجمل، أنقى، يشبه ما تخيله أفلاطون عن المدينة الفاضلة، مدينة لا مكان فيها للصوص والمرتشين، ولا للجائعين والمتسولين، ولا لجميع الأخطاء والخطايا الزاخرة بها الكرة الأرضية حد الإنفجار.
ما قيمة الكتابة إن لم يجد صوتها الصدى المتخيل لدى الكاتب؟!
وماذا يمكن للمجتمع أن يحققه في سعيه نحو الكمال، وما يريده الكاتب له من مثالية نزلت بها الديانات السماوية، وحثت عليها الحكمة الأرضية على لسان كل من اعتبروا قديسين وفلاسفة؟!
أؤمن بالحلم، أؤمن بقدرة الإنسان على التغيير..
لكني لا أؤمن بوجود المثالية إلا في المستوى الذي يدل على إمكانية وجودها، وحدوث النقاء فيما لو أخلصنا أعمالنا لله ولا نقوم بها من أجل كائن أرضي لغرض دنيوي.
فالكاتب الذي يتصور أنه رسول يدعو إلى مجتمع مكتمل النمو والأخلاق عليه البرهنة أمام نفسه أنه مكتمل بما يطالب به في سائر المجتمع، أن يكون التنويري لكي تأتي الكلمة (المكتوبة) بقداسة الفعل (المبتغى) للمجتمع.. (والممارس) من قبله.
مؤكد أنه لا يمكن للكاتب تحقيق مثالية بالمعنى الأسمى للكلمة وإن أصرّ على وجوب تحقيقها في المجتمع، في تجانسه وأجناسه، فالكتابة أشبه بإطلاق حمائم الأحلام والتمنيات، قد لا يكون في جيبنا الكثير من الحبوب لنطعمها إياه، لكن يمكن للمجتمع نثر حبوب المحبة من حولها لتهبط إلى الأرض بسلام واطمئنان، ترعى في ملكوت الله بالأمان الذي لا تصنعه إلا عدالة في كل شيء، الطفل لا يخاف، والمرأة لا تقلق، والموظف لا يتذمر، والمسئول له من اللاءات ما لا يحصى.
فهل دور الكاتب التقاط حبوب الأخطاء من الأرض ليكتب عنها، أم يقدم الحلول التي يمكن أن تصل إلى صانع القرار فيشعر أن صاحب القلم عونا له من أجل الصالح العام لا متصيدا لأخطائه..
الكتابة نزوع نحو التغيير، بقوة الكلمة لا قسوتها، والكاتب ليس وحده في ساحة التغيير نحو الأفضل، كل يقوم بدوره، لا لنجعل من المجتمع مثاليا، فهذا ليس مكانه على الأرض، إنما لتكون دارنا أكثر ألفة وتماسكا وتحضرا، وأقل أخطاء، من تلك المسببة لمعاناة بشر يعيشون بيننا، لا يفعلها القابضون على مصالح الناس وظيفيا، إنما يقوم بها أيضا حتى رب البيت وهو يحيد عن درب الخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق