أن تتأخر الأشياء أفضل ألف مرة (وفي رواية أخرى مليون مرة) أن لا تأتي أبدا..
هكذا نردد الحكمة (المسجلة بختم براءة الاختراع لنا) لتسبيب كسلنا وتبريره أمام أعيننا فيما ينطلق العالم نحو أهدافه، يعمل ليل نهار بحثا وتجريبا دون تقديس للأفكار والأشخاص.. وللقدر الذي وضعنا فوق صحراء تشتعل حرارتها إلى درجة الاحتراق فيما ننتظر (المكيف) الياباني يلطف الجو!!
خبر عن ندوة أقيمت كما تقام غيرها، الدشاديش والبدلات وعدسات الفلاشات والكلمات المنمقة والمعبرة والتوصيات التي تسعى وتأمل وتنادي وتطالب.. وسائر مكونات الصورة المتكررة، فيما الأمر يمس قضية استراتيجية ليست أقل أهمية من الأمن القومي.
اختار معلومتين من ندوة الطاقة المتجددة المختتمة فعالياتها الأسبوع الماضي بعد ثلاثة أيام من التواجد تحت قبة فندق قصر البستان:
المعلومة الأولى: معدل كثافة الطاقة الشمسية في السلطنة يعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم واستثماره يكفي للسلطنة ويفيض للتصدير (أي أنه يمكننا تصدير طاقة الشمس وتصبح العملية كلعبة الخيال العلمي، تعلب وهج الشمس في براميل أو ننقله عبر أنابيب إلى الدول الأخرى، ويا حظ من أفاد واستفاد).
المعلومة الثانية: مقدار ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض كل سبعين دقيقة يعادل الاستهلاك العالمي السنوي من الطاقة (ساعة وعشر دقائق تكفي حاجة مليارات البشر من الطاقة فيما نترك هذا الكنز من أجل وقود ثان يزداد بعدا في قعر الأرض ليس لشيء سوى أن سواده سهل تسويقه فيما أن أشعة الشمس تحتاج إلى مهارة لم يعلمنا إياها الرجل الغربي حينما اكتشف وسوّق بالنيابة عنا النفط في أواخر ستينيات القرن الماضي).
الندوة قامت بناء على دراسة، ربما الدراسة (نامت) وقتا في الأدراج قبل أن يوقظها أحد ليتم الحديث عنها، مسئول حكومي يقول (وبالنص): الهيئة العامة للكهرباء والمياه بصدد تعيين استشاري دولي لإجراء دراسة جدوى لإنشاء محطة كبيرة للطاقة الشمسية المركزة في السلطنة.
وليعتن القارىء بالمفردات الواردة في الفقرة السابقة: بصدد، تعيين، إجراء دراسة، إنشاء محطة.. وكل مفردة تحتاج إلى زمن لتكون واقعا.. ومن يعش ير!!
معالي أمين عام وزارة الاقتصاد الوطني سرد حسنات كثيرة ظهرت في الدراسة (السابقة) بما يكفي أن يبدأ المشروع (أمس) وليس اليوم، وكأننا اكتشفنا حرارة الشمس الأسبوع الماضي مع أن دولا كثيرة في العالم استفادت من تقنية الرياح والسدود المائية وصولا إلى الذرة، والدراسة تقول أيضا أن سرعة الرياح في المناطق الساحلية (جنوب السلطنة) وفي جبال شمال صلالة تعادل سرعتها تلك الموجودة في قارة أوروبا والمستفاد منها منذ عشرات السنوات.
الواقع يقول أن هناك ارتفاعا سنويا في معدل الطلب على الطاقة الكهربائية في السلطنة يبلغ 8 بالمائة نتيجة التوسع العمراني والاقتصادي، والنسبة قابلة للزيادة في ظل الضغط على الأحمال الكهربائية كل صيف حيث أن ارتفاع درجة حرارة الجو يقابلها (تشغيل) إضافي لأجهزة التكييف (وأخواتها)، وعلى المحولات المغذية الصمود تحت وهج حرارة تصهر المعادن فوق الأرض وليس تحتها.. فقط.
توجد لدينا أزمة أفكار..
وإن تخطيناها تواجهنا أزمة دراسات وبحوث..
وإن فعلنا فهناك أزمة دراسة تتبع دراسة سابقة والتوصيات تتوالى..
أما أزمات التنفيذ فهي أثقل من أي عبء آخر!!
هكذا نردد الحكمة (المسجلة بختم براءة الاختراع لنا) لتسبيب كسلنا وتبريره أمام أعيننا فيما ينطلق العالم نحو أهدافه، يعمل ليل نهار بحثا وتجريبا دون تقديس للأفكار والأشخاص.. وللقدر الذي وضعنا فوق صحراء تشتعل حرارتها إلى درجة الاحتراق فيما ننتظر (المكيف) الياباني يلطف الجو!!
خبر عن ندوة أقيمت كما تقام غيرها، الدشاديش والبدلات وعدسات الفلاشات والكلمات المنمقة والمعبرة والتوصيات التي تسعى وتأمل وتنادي وتطالب.. وسائر مكونات الصورة المتكررة، فيما الأمر يمس قضية استراتيجية ليست أقل أهمية من الأمن القومي.
اختار معلومتين من ندوة الطاقة المتجددة المختتمة فعالياتها الأسبوع الماضي بعد ثلاثة أيام من التواجد تحت قبة فندق قصر البستان:
المعلومة الأولى: معدل كثافة الطاقة الشمسية في السلطنة يعتبر من بين أعلى المعدلات في العالم واستثماره يكفي للسلطنة ويفيض للتصدير (أي أنه يمكننا تصدير طاقة الشمس وتصبح العملية كلعبة الخيال العلمي، تعلب وهج الشمس في براميل أو ننقله عبر أنابيب إلى الدول الأخرى، ويا حظ من أفاد واستفاد).
المعلومة الثانية: مقدار ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض كل سبعين دقيقة يعادل الاستهلاك العالمي السنوي من الطاقة (ساعة وعشر دقائق تكفي حاجة مليارات البشر من الطاقة فيما نترك هذا الكنز من أجل وقود ثان يزداد بعدا في قعر الأرض ليس لشيء سوى أن سواده سهل تسويقه فيما أن أشعة الشمس تحتاج إلى مهارة لم يعلمنا إياها الرجل الغربي حينما اكتشف وسوّق بالنيابة عنا النفط في أواخر ستينيات القرن الماضي).
الندوة قامت بناء على دراسة، ربما الدراسة (نامت) وقتا في الأدراج قبل أن يوقظها أحد ليتم الحديث عنها، مسئول حكومي يقول (وبالنص): الهيئة العامة للكهرباء والمياه بصدد تعيين استشاري دولي لإجراء دراسة جدوى لإنشاء محطة كبيرة للطاقة الشمسية المركزة في السلطنة.
وليعتن القارىء بالمفردات الواردة في الفقرة السابقة: بصدد، تعيين، إجراء دراسة، إنشاء محطة.. وكل مفردة تحتاج إلى زمن لتكون واقعا.. ومن يعش ير!!
معالي أمين عام وزارة الاقتصاد الوطني سرد حسنات كثيرة ظهرت في الدراسة (السابقة) بما يكفي أن يبدأ المشروع (أمس) وليس اليوم، وكأننا اكتشفنا حرارة الشمس الأسبوع الماضي مع أن دولا كثيرة في العالم استفادت من تقنية الرياح والسدود المائية وصولا إلى الذرة، والدراسة تقول أيضا أن سرعة الرياح في المناطق الساحلية (جنوب السلطنة) وفي جبال شمال صلالة تعادل سرعتها تلك الموجودة في قارة أوروبا والمستفاد منها منذ عشرات السنوات.
الواقع يقول أن هناك ارتفاعا سنويا في معدل الطلب على الطاقة الكهربائية في السلطنة يبلغ 8 بالمائة نتيجة التوسع العمراني والاقتصادي، والنسبة قابلة للزيادة في ظل الضغط على الأحمال الكهربائية كل صيف حيث أن ارتفاع درجة حرارة الجو يقابلها (تشغيل) إضافي لأجهزة التكييف (وأخواتها)، وعلى المحولات المغذية الصمود تحت وهج حرارة تصهر المعادن فوق الأرض وليس تحتها.. فقط.
توجد لدينا أزمة أفكار..
وإن تخطيناها تواجهنا أزمة دراسات وبحوث..
وإن فعلنا فهناك أزمة دراسة تتبع دراسة سابقة والتوصيات تتوالى..
أما أزمات التنفيذ فهي أثقل من أي عبء آخر!!
جميل ومنطقي أكثر من سوفيكليس
ردحذف