الثلاثاء، 24 فبراير 2009

خواطر بلون الورد

نكتشف أبعادنا أكثر فأكثر..
نبتعد لنقترب، تحاصريني بحضورك، رغم الغياب.
تقولين أن ذلك فوق استطاعتك على الفهم، تلحين بالسؤال أن أوضح الأشياء، أضعها كنقش حنا بسيط فوق راحتيك.
حينما تغيبين تتركين لك حضورك القاسي، أشعر انك معي ولست معي، أحسك ساكنة كل تفاصيلي، رغم أنك غائبة بعيدا في كون ما، أشعر أنك كوني كله، وحضوري، وأنفاسي.. أتساءل أحيانا: ما هو الغياب اذا كان لك كل هذا الحضور؟ وما هو الحضور ما دمت أشعر معك بكل هذا الغياب.
ذات صباح ألح علي وجهك، كفنجان قهوة صباحي، استيقظ على تفاصيلك، ضحكتك، صوتك، مشاكساتك الصغيرة، قررت أن أكتب للحضور/الغياب، أضعك كلما أضناني أحدهما على ورقة مشاغبة، أمارس مراهقتي مع الحروف، جميل أن يقوم المرء من نومه فيفكر بمراهقة، هل الحب والعشق مراهقة؟
نتخلى عن الحياة اذا فقدنا قدرتنا على الحب، لنبقى صغارا ونعشق بروح الفتى الحالم، ذلك الجالس على ضفة النهر أو شاطىء البحر يفكر في حبيبته وكأن قلبه تقفز من صدره، حتى الأحلام باتت كلاسيكية وكأنها من الماضي؟!
مدفون في نبضك، كلما حاصرني وجهك أشعر بأنفاسك دافئة وحانية، قريبة كمواعيد متخيل يحلم بعشق سيهبط عليه فجأة..
لنضع أوهامنا في سلة يومنا ونفكر:
قدر مشتعل يدعونا لمواصلة الدرب معا، رغم جميع خلافاتنا وحماقاتنا وأحزاننا، ثمة فرح يهطل علينا كمطر ربيعي، سنفتح رئتينا لوقع المطر، وقد عهدتك حبيبتي مفتونة بالمطر، دعيه يغسل عنك مخاوفك، ثمة باقات ياسمين ستتناثر كلما مشينا، يبللنا الحب ويجمعنا المطر.
يبعثرنا الغياب، كورقة جافة في يوم عاصف..
كل تحمله أقداره نحو منافيه، إلا أنا يا أميرة أحلامي، معك للكون وهج، وللسنوات تتكاثر فوق خطوط يدينا أعياد لا حصر لها.
في ذاتي الشاعرة تندسين كأنثى مستحيلة..
قادمة من أزمنة بعيدة جدا، من زمن الأساطير، أستدعيك ليلى يستدعي خيالها قيس فيكتب جنونه في قصيدة، أستدعيك بلقيس يجمّلها نزار كأنها الأسطورة المولودة في شكل امرأة.
حاضرة أنت فوق قسوة الغياب..
غائبة أنت، أكثر من قدرة الحضور على الهجوع في كفي، وكفي قصيدة بكر، أحلم بها كل حين، هي حياتنا، تفاصيلنا، ثرثراتنا، هي الفعل الحالم والفعل الممل، لأبجديات الحياة من حولنا.
الحياة أنثى، والأنثى حياة، قدر ممتد من الصرخة الأولى في حضن أم، وصولا إلى قدر أخير، في هجوع أبدي في حضن الأرض، الأرض أنثى أيها الغافل، من أنثى خرجت، إلى أنثى ستعود، وبينهما زوابع ستكون فيها الأنثى البطل الأشد حضورا.

مسجات

ضميني إليك شالا حريريا
أداري عن شعرك
غبار السفر
ورماد العيون.
#
ردي الي
بعض روحي
سأكتبك قصيدة
أو حكاية لا يصدق روعتها أحد.
#
ضعيني على كراستك
سطرا ملونا
أو حتى كلمة
أو ربما فاصلة.. بيني وغيابك.
#
ارسميني فوق كراستك
عصفورا متناهي الصغر
سأكبر حينها ريشة ريشة
وسأطير عمري اليك.. فقط
#
أو اتركيني لحظة
أنام كقطرة عرق على جبينك
ربما تسلل الى طرف عينيك
أذوب فيهما للأبد.

هناك تعليق واحد:

  1. التفاصيل الصغيرة لغائب قريب تصبح محيرة .. محزنة.. حين نعجز عن استعادتها في الواقع..
    الحب مراهقة.. لأن العشق لا يحتمل التفكير ..

    تحياتي..

    ردحذف