السبت، 7 فبراير 2009

رجل وامرأة.. تحت سقف واحد

1
هو يشبه مهند، أو هي تشبه لميس، لا بد أن يتواجد تحت سقف واحد.
يعشقها كما تستحق ملكة جمال، أو يراها امرأة لا وجود للحسن فيها.. وهي تحبه كما يليق بفتى الأحلام، أو مجرد ظل (أفضل من ظل الحيط) لا مناص إلا أن يكونا ركني أسرة.
كثير ما نطلبه في حياتنا كأحلام منتقاة من خيالاتنا وأوهامنا..
وأقل منه بكثير ما نجده واقف أمام مرآة الواقع، فلا الأنثى التي في البيت تشبه واحدة من صور الجميلات المنثالة علينا ليل نهار، إن فتحت مجلة، أو شاهدنا تلفازا، أو مشينا في شارع، لأن ثقافة الصورة لا تصنع حياة.. إنما تصنعها ثقافة الواقع.. علينا أن نبحث في ثنيات أغصانه عن ورودا، ولا نكتفي بطعن اشواكها فقط، علينا أن نجمّل الموجود، فربما هو جميل أصلا، ولكن أعشتنا كثرة الصور، وأوهمتنا وجوه مصنوعة من أصباغ.

2
في البدء هو الرجل، كان سينقرض لولا وجود امرأة معه..
في المنتهى هناك المرأة التي تبقى كآخر الأوفياء للمرتحل دون رجاء بعودة..
يقول المثل الانجليزي: "المرأة القبيحة مرض للمعدة.. والمرأة الجميلة" وجع للرأس، سواء أحببتها، أو تزوجتها، أو.. طلقتها!!
2
هما يتبادلان الحب.. هما يتبادلان الشكوى.
حين تصفو السماء فإن الأمان يرقد على ساعدي امرأة، وينام فوق صدر رجل، وحين تعكّر الغيوم مساحات الزرقة ينسحب كل شىء، يحل مكانه الخوف والقلق من المجهول..
يتفقان على اختلافهما، يختلفان على قدرة السمك في العيش دون ماء، لكن على القارب أن يمضي شاقا مفرق الماء بحثا عن مرسى آمن، لا مفر، مهما تساقط ورق شجرة الثقة، ورسخته الأمثال، تلك الناقلة للتجارب البشرية، تجربة رجل مع امرأة، تجربة امرأة مع رجل، يقول مثل بلغاري: لا تثق بشمس الشتاء، ولا بقلب امرأة، أما مثلنا العربي فيشبه المؤمّنة للرجال كمن تؤمن بوجود الماء في الغربال، المضحك هو ما يقوله المثل الياباني: ثق بامرأتك ما دام أمك ترافقها، والتحذير العربي أن لا تثق بامرأتك حينما ترافقها.. أمها.
3
يتسع قلب الرجل لأكثر من واحدة، هكذا يقول العرف والدين، بإمكان المرأة أن تسكن ربع قلب، ضمن ثلاثة أرباع أخرى تحتلها ثلاث نساء.. أخريات.
ولا يتسع قلب المرأة سوى لرجل.. واحد، وإن حدث غير ذلك فينطبق عليه المثل البرتغالي: المرأة التي تحب اثنين تخدع كلاهما، مع أن المرأة لدينا مقتنعة أيضا أن الرجل الذي يحب (اثنين) يلعب على (الحبلين).. وفق ما يقوله أصيل ابوبكر.
4
يدرك الرجل أن أقوى سلاح للمرأة: صوتها، إن أحبت، ودمعها إن حزنت، هو بين صوت البكاء، وسوط اللسان، وعليه أن يتجنب الأمرّين، بحثت في الأمثال عن هذين الجمالين: الكلام الجميل إن عشقت، والعيون الأجمل إن أغرقهما الدمع، فما وجدت سوى مثل روماني يقول أن النساء يتعلمن البكاء ليكذبن، وأن المرأة لا تكف علن الكلام إلا لتبكي، كما ترى الخبرة الهندية، أما الفرنسيون فلديهم أن سلاح المرأة لسانها، فكيف تدعه يصدأ بقلة الاستعمال.
5
يتساءل: لماذا حين يسمع أغنية يشعر أنها كلماته يغنيها من أجلها.
تشعر: كل رجل يغني، ينطق باسم أشواقها، وصوت كل مغنية يقرأ دفاتر أحزانها.
هي، حاضرة في كل أغنية حب.
هو، لا يغيب عن كل كلمة عشق.
لا تستقيم الحياة بدون هذا الوجد، والحنين، والشوق.

هناك تعليق واحد:

  1. اعجبني كلامك كثيرا و و اكثر شي اعجبني هو اختيارك للكلمات و طريقة صيغة الكلام وتلقائية الوضوح كل ما قلته صحيح و كل ما ذكرته موجود في واقعنا الحاضر سبحان مغير الاحوال اتمنى زيارتك لموقعي www.7ammass.blogspot.com

    ردحذف