الاثنين، 9 فبراير 2009

عيون القلب.. والوجد

.. إلى امرأة تسكن غيمة في البعيد، كأنها قدر أعلى من حدود الحلم، كأنها المستحيل يسكن الحياة، ويباغت الأحلام على حين غرة من النبض:
سيدة الحكايات الصغيرة.. ما عادت الأيام تأتي كما نشتهي.. صاخبة الأزمنة فوق قدرتنا على تحمّل ضجيجها، أطلقي موسيقاك وغني لليل، ستتكاثر النجوم على كفي، سأطير من الفرحة، سأحول عتمات الليل إلى واحات من الشموع، سأغني لكل نجمة، ستسمع موسيقاك، وسأغنيها الكلمات التي تحب، هل رأيت نجمة تخفق في العتمة البعيدة، موسيقاك أسكرتها، فدعيها تومض إشراقا، كيف لها أن لا تفعل ذلك، وأنت الموسيقى والكلمات..
يا سيدة من ضوء..
لك مخاوفك، لك الليل كله تسردين على مسامع سكونه قصصك وأمسك.
تقولين لليل ما لا تودين أن يسمعه النهار، قاس ذلك الوقت الذي انسل من بين يديك، وأنت زهرة تفتش عن الماء لتورق أكثر، المرأة كالشجرة تحتاج عروقها لماء الحب، بدونه سيضربها الخريف مبكرا، سترتعش تحت قسوته، ستتساقط ورقة ورقة، أنت أنثى شهية كالربيع، أحتاجك في شتائي، حارقة أنفاسك كأنها قادمة من فوهة الصيف، فقاومي الخريف.. لأنك أنثى كل الفصول.
طفلة ما زلت، تحنين الى ألعابك الأثيرة، وتحضنين وسادة منقوش عليها قلب ملون، أدرك أنك ممزقة بين أن تكوني الطفلة والأنثى، أن تكوني حبيبة لا تنتظر الليل وحيدة في غيابه، أن تنام كدمعة على صدره فيزهر شعر صدره أزهارا تداري عنك غبار السنين.
تحلمين أن تكوني فراشة تتنقل من زهرة الى زهرة..
تحلمين أن تكوني أغنية يرددها أكثر من عاشق، وعاشقك لا يأتي، يضن بحضوره، تفقدين الرغبة في الأحلام، يأتي اليك الليل وحيدة، كما يأتي الليل الى طفلة، كما يحاصر عاشقة، مثلما يباغت منتظر لمجهول قد يأتي مع أية نبضة.
لليل منافيه يا صديقتي،
وللغياب وحشته.
للقدر الساكن في أحداقنا وهج نكتبه في لحظات العشق قصائد، نشعل أبياتها شموعا تونس عتمات الروح، هل جربت مطاردة الظلمة بالكلمات؟
قدرك أن تبقي بين حد العشق وجمر اللقاء أنثى من ورد..
بين دنيا تتجاذبك، تشعرين أن الزمن يسرق أحلامك، لا تضعي كل أحلامك في غرفة واحدة، تنمو اذا وجدت الماء والضوء والهواء، إذا وجدت الفصول تمر عليها، لأكن ربيعك، لأكن السماء التي تهبك الأفق الأزرق الجميل، ولأكن بحرا من لؤلؤ يحتفي بخطواتك حين تسير على الحد الفاصل بين الماء واليابسة..
طوال سنوات أحلامك تبحثين عن ماء يمنح صحراءك معنى الحياة.
ليلك طويل.. لكنه عميق الرؤى إن بقيت شمعته..
ليل الظلمة، وليلك الداخلي، كلما اشعلت شمعة في داخلك باغتتك الريح فأطفأتها، خائفة أن تنتهي شموعك ولا يسكن جفن الريح قليلا لتتمكنين من الوقوف، والسير في العتمة على أمل في بقعة ضوء، هكذا انت تشعرين دوما بأن نفق حياتك طويل لا آخر له، ولا أمل يرتجى في غد أجمل.. قاس أن نفقد الأمل في الغد، يزهر العمر اذا تمسكنا ببقاياه تزهر على جبيننا أقمارا صغيرة، قد يأتي بالأمل شعاع شمس أو قبلة من قمر، فراشتي الصغيرة.. احلمي، جميل أن نحلم، أن نبعثر على الأرض أحلاما بعدد النجوم، ستكون الأرض سماء أخرى تزهر فوق حقولها نجوم أحلامنا، أيا أنثى من زهر، مدي ضوءك، يحتاجه الليل ليرى فجره، تسأله عنه الحقول لينمو فوق روابيها الورد.

مسجات

اماكننا سفر واحد
وقصتنا لا ضفاف لها
فسافري الي
أنا الساكن جميع تفاصيلك.

##

أروي قصتي لروحي
فتستيقظ حواسي السبع
تبحث عنك
يا حاستي الأخيرة.

##

كلما ظمئت
افتش عن نهرك
اغترف منه بيدي
حتى أدمنت ماءك

##

كمن يعاند ظله
تأخذني شمسك
تغرقني فيك
دون ظل.

##

أفكر فيك
اذن أنا موجود!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق