الأحد، 15 فبراير 2009

يخلق من الشبه واحد ونص!!

مصور أندونيسي عرف من أين تؤكل لحمة الشهرة، ساقه القدر ليكون شبيها بالرئيس الأمريكي أوباما، كل صورة له طافحة بالسعادة، سيصبح نجما لا محالة، وسيكسب ذهبا.. دون شك.
هو القدر، جعل من أوباما الرئيس، وإلا كان المصور شبيها بشخص ما يعيش في الولايات المتحدة، ولن يأبه أحد بشكله، ولا بشكل أي شخص من (حيّانه)..
بموجب هذا القدر الإلهي تفاعل إلهام أنس (وليس إلهام شاهين) مع ملامح وجهه، وقال أنه سيستغلها جيدا، وفي صفحة أخرى من جريدة ما كان خبر آخر يشير إلى ربكة أحدثها مسافر في مطار دمشق ونال رعاية أمنية واهتماما شعبيا لأنه شبيه بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
وعلمتنا الأمثال العربية بأنه يخلق من الشبه أربعين، وربما وحده صدام حسين من وجد كل الأربعين الذين يشبهوه، ولا أعلم هذه الأربعينية في الثقافة العربية، تلك التي جعلت من الحرامية أربعين شخصا يرافقون علي بابا في قصته الشهيرة، ونحيي ذكرى الأربعين لمن يموت، وننتظر النساء أربعين يوما بعد الولادة، وبموجب هذه الأربعينية على كل شخص منا أن يبحث عن أشباهه، فربما بينهم رئيسا أو نجما يمكنه الكسب من خلاله.
دعتني هذه التشبيهات لوضع نفسي في موضع شبهات، لعلي أشبه أحد النجوم، وأستفيد من تقارب الملامح بما يعود عليّ بالأجر والثواب، دنيا وآخرة..
استعرضت القائمة في ذهني: أحمد عز، عمر الشريف، بيل كلينتون، وتخيرت من الشخصيات ما لها ملامح جاذبة، فالمثل يقول: إن عشقت فاعشق قمرا وإن سرقت فاسرق جملا، ولأن الأمر مجرد وهم بيني ونفسي دلتني نفسي الأمّارة بالشبه للبحث عن أكثر النجوم وسامة، لعلي أقنع أحدا بأني على شبه كبير منه، وأني أمثّل الشبه الأبعد في قائمة الأربعين المخلوقين نسخة واحدة.
وقفت أمام المرآة، لا أقول طويلا، كي لا أزيغ كثيرا عن الحقيقة، قلت في نفسي لعل أشبه الممثل التركي مهند، وتفاءلت بقرب الملامح خاصة العيون والشعر وطول القامة، لكنني سرعان مع عدت عن أوهامي وشعرت بأني لا أمت لعالم الوسامة (المهندية) بأية صلة، وبينما كنت أدفع ثمن تهوري في إيجاد الشبه والإصابة بعقدة نفسيه نتيجة ما توهمت فرحت بأني أجمل من كوندليزا رايس والمرحوم اسماعيل ياسين.
هكذا استبشرت خيرا وغادرت المرآة مقتنعا بما وهبني الله به من عقل، هو أفضل بكثير من حدود الإصابة بالجنون.
سألت عقلي (وما تبقى منه): من أشبه؟
حدثني بفلسفة غريبة عنه: لا تشبه إلا نفسك.
قلت له: أريد أن اشبه أحد النجوم الساطعة في هذا العالم، ارغب في أن ارى صوري تحتل كل صحف الدنيا.
اجابني، بما أكد شكوكي في اكتماله: عندما تكون نفسك لن تعد بحاجة إلى كل صحف الدنيا، لأنك ستمتلك صفحتك/صفتك.

هناك تعليق واحد:

  1. أظنك تشبه أحداً لبنانياً

    هذا والله أعلم،،

    ردحذف