الثلاثاء، 31 مارس 2009

مطريات

1
حينما يأتي المطر تلح رغبة الكتابة.. عنه.
هو الماء، والخصب، والربيع.. ربيع الكلمات، والحياة.
الرذاذ المتساقط بردا وسلاما على بذر الحروف فتزهر الكلمات (كزهر اللوز أو أبعد).
2
أكتب، والشمس تغازل مكان جلوسي من خلال النافذة، متوهجة بضوء، وخبراء الطقس يقولون أنها ستخفض جناح أشعتها حينما يتألق المنخفض الجوي.
ستأتي كلماتي في اليوم التالي، (اليوم).. لا أدري أي مطر سكب فرحته في قلوبنا، يكفي أن نرى الأرض تبتل بماء السماء لندرك عظمة الحياة في داخلنا.
3
كان الصيف على وشك الحلول بقوة..
لكن المطر داهم سماءنا بغيوم محبة، قبّلت الأرض بقوة، وآن لنا أن نعزف مع الطبيعة أجمل نغمات الابتهاج.
كل قطرة مطر وأرضنا عامرة بالمحبة.. والخير.
4
سرت في دروب قريتي نحو ساعة من الزمان، الأجواء ربيعية، والخضرة متألقة، والنخيل جذلى برشّة مطر البارحة، (بارحة الخميس).. صادفت شخصا واحدا فقط يسير على قدميه فيما الآخرون ضمتهم الجدران الأسمنتية أو أمكنة أخرى لا علاقة لها بالطبيعة الجذلى.. هل حقا نجيد قراءة الجمال والأخذ بمتعة الطبيعة أم أننا نحبها فقط حينما تكون في أجندة السفر؟!
متى نغادر حصوننا الخرسانية باتجاه الطبيعة؟..
لا عجب إن وجدنا الأجانب يعرفون تفاصيل بلداننا أكثر مننا لأن لديهم روح الاكتشاف وثقافة الجمال.
5
(أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحت وأنا عقدة المطر)
كلمات نزار قباني وصوت كاظم الساهر، ما يطلق المخيلة نحو فضاءات مبتلة بالحب والماء، يوحي لنا المطر بالعشق والرحيل، وبالحبيبة التي لها رائحة المطر وعبق الخصب، (رسخت الفضائيات صورة نمطية عن ارتباط الحب والمطر: العاشقين الراكضين تحت المطر، أو يقتربان من بعضهما تحت المظلة، صورة الحبيبة التي يداعب الماء شعرها.. والحبيب الذي لا يرتدي الدشداشة)
6
المطر، يغسل الأرض، والنخيل من (المتق) بعد أن عجزت وزارة الزراعة عن محافحته، ربما هذه الحشرة مخاتلة فوق قدرة الوزارة على حماية نخيلنا منها.
7أرجوكم.. علمتنا السياسة كراهية أن الحالة غير مستقرة.. فالأمطار خير وبركة، ولا تكون نتيجة عدم استقرار، اخترعوا لنا مصطلحا غير هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق