الأحد، 8 مارس 2009

جمعية الصحفيين

أصابني التردد في الاقتراب من هذا الموضوع (الشائك)..
وأشواكه منبتها من حساسية التعامل مع الصحفيين والإتهام الجاهز بأنني أهاجمهم لأنني لم أعد منهم، وكأن الصحافة قناع يمكن التخلي عنه فيما لو تغيّرت مؤسسة العمل، وليست ممارسة يومية، ودم به عطر رائحة الحبر، فوحدهم العاملون في هذه المهنة يدركون بأن الاشتغال بالصحافة قدر يطارد المرء في نومه، فكيف به وهو محاصر بأحبارها وأخبارها؟!.
وفي عمان لدينا خاصية (غريبة)، فلو كتب المرء عن أية مؤسسة فإنه يتم البحث فيها عن شخص ما مستهدف من تلك الكلمات، فنقد المؤسسة يعني (بالضرورة العمانية) انتقاد أفراد، وطرح السؤال مباشرة: لماذا لم تتقدم أنت؟!
لو قلت (مثلا) بأن رئيس جمعية الصحفيين علي بن خلفان الجابري (وعلاقتي به أكثر من رائعة) يفترض به رئيسا لجمعية الإعلاميين (وتشمل العاملين في قطاعات الإذاعة والتلفزيون) لعدّ كلامي انتقاصا من دور الأخ علي الجابري.. ولو قلت بأن أغلب الموجودين في مجلس الإدارة الحالي هم من خارج المؤسسات الصحفية لتردد الحديث فورا بأني أرمي قناة بعض الأخوة العاملين بإخلاص في هذه الجمعية.
لن أتردد وأقول بأن العمل التطوعي في الجمعية خارج عن المصالح الشخصية، فأي عمل في الدنيا له أسباب (شخصية).. من طلب (القيادة) إلى طلب (الثواب).. وأحسب أن قيادة جمعية الصحفيين لا تنتمي إلى النوع الثاني، وقد لا تصل إلى النوع الأول، فبينهم الأرفع خلقا من البحث عن أدوار قيادية أو (تلميعية) أو (سفرات)، وفيهم من يعمل بصدق حينما (تكاسل) الأكثرية عن القيام بهذا الدور.
لن أنكر ما قدمته وما فعلته الجمعية خلال السنوات الماضية (في فترة ما قبل التأسيس وما بعده).. ولهم علي حق الإعتراف بأنهم يعملون في أجواء سلبية يشعرون معها أنهم وحدهم يمضون في صحراء لا ماء فيها ولا شجر، ويعانون من ضعف تواصل أصحاب المهنة مع جمعيتهم، لكن لا يمكن الحديث عن مثاليات والبعد عن النظر تجاه من يرى في هذا الأمر إيجابية وهي (الاستفراد) بالمسيرة وتقديم نفسه على أنه حامي حمى الصحافة العمانية والمنظر لها والممسك بزمامها.
سأتمسك بحسن الظن، وأشكر مجلس إدارة جمعية الصحفيين الذين ترشحوا جميعهم للإنتخابات المقبلة، ولا أقبل أن يصادر رأيي أحد حينما يرفض تذكيري بأنه أعيد ترشيحهم (أو أعادوا ترشيح أنفسهم) في الإنتخابات الماضية لأسباب قانونية تتعلق بلائحة الانتخاب (والتي قفزت فوقها جمعية الكتاب حينما أرادت ممارسة ديمواقراطية حقيقية).
سأدعي أنني لا أرمي بقولي أحدا من مجلس الإدارة، فأغلبهم أصدقاء لهم احترامهم الذي لا يقبل الشك، ولديهم حجة حامعة مانعة وهي أنه لم يتقدم للترشح سوى ثلاثة أشخاص مع الباب مفتوح للجميع..
وبعد ما سلف من القول، ترى كم من سكين يشهره البعض تجاهي لأنهم شعروا بالكلمات الإيجابية مشار بها لغيرهم، وبالسلبية مخصصة لهم، كل ينظر إلى داخل قلبه ليرى صورتي فيه، فإن كانت بيضاء محّص قولي وأدرك أنني لم أكتب إساءة له، وإن أبصرها سوداء متفحمة سيشعر بأنني هجوته، وقلت فيها ما لم يقله جرير في الفرزدق، ولا أشعر بأنني وضعت في داخل أي منهم (هذا النيجاتيف).
طالما يعملون (بأخلاص) فلهم كل التحية، ولأنهم قبلوا بالعمل حينما عجز آخرون عن مغادرة بياتهم الشتوي (وفي كل المواسم) فلنقل لهم على بطاقات الانتخاب: نعم، حتى وإن تشابهت الانتخابات (المقبلة) مع كل انتخابات عربية لاختيار مرشح وحيد.. ووفق الدستور الذي لوي عنقه من أجل أن يبقى القائمون في الحكم..جالسون للأبد.
فكل انتخابات وأنتم.. طيبون.
وفي كل مؤتمر ندعو لكم بالتوفيق، من أجل صحافة عمانية تجلس بين شقيقاتها العربيات (والأجنبيات) بثقة وهيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق