الأحد، 22 مارس 2009

من ينقذ آثار الجصة؟

على مقربة من البحر الراقد بسكون الزهر بين أحضان الجبل توجد بقعة ضوء تسمى الجصة، ويشار إليها دوما على أنها قنتب بطريقة الخطأ..
شقت الجبال ليصلها الشارع الحريري المسفلت، وصرفت ملايين الريالات (حينما كان الريال يأتي بأضعاف ما يأتي به حاليا) لتكون تلك البقعة على علاقة برية بغيرها من مدن مسقط وقراها.
تواجدت آثار لم نكن نلتفت إليها والبحر من أمامنا يلقي تلك الرمال الذهبية تحت أقدامنا، والمشهد لوحة حالمة يجلس إليها العشاق والهواة والعائلات، كل له شأن فيما يرى..
لكن لم يحدثنا أحد عن تلك البقعة القادمة من عمق التاريخ البحري العماني، لم يقل لنا أحد أن تلك الآثار دالة على فترة هامة من تاريخ البلاد، وأن تلك الجدران كانت يوما لسكان متمايزون عمن حولهم كون أن البيوت دالة على ساكنيها، كما هو الجامع دال على حضارة مدنية استوطنت المكان وكان لها تلك الآثار الدالة عليها.
هم لم يقولوا لنا ما شفي غليلنا..
ونحن لم نسأل لماذا بقيت تلك الآثار فاقدة للاهتمام الذي وجدت من أجله وزارة معنية بتراث البلاد، تلك التي اعتنت بقلعة صغيرة في قمة جبل على بعد مئات الكيلومترات بينما هناك آثار تسكن على مقربة من مركز الحكم في البلاد.
ويقال، والله أعلم أن الآثار ستزال (بالشيول) لأنها لم تنل اهتمام رجال الأعمال الذين لا يفرقون بين حجر وآخر إلا بمقدار ما يضيف إلى حسباهم البنكي..
ويقال بأن المنطقة ستكون على غرار الموج والمدينة الزرقاء مخصصة لسكنى ذوي الدم الأزرق، ستكون فيللا من تلك التي تبنى أرقام تكلفتها عشرات المنازل الصغيرة الصالحة لمن يحسبون على الطبقة الوسطى وما دونها..
أقول، وأكرر، يقال بأن الأفواه الجائعة والشرهة لكل ما يمكن أن يضيف بندا في قائمة مداخليها تفكر بأن تحول المكان إلى كعكة، قد تبيعها إلى مستثمر أجنبي يأكلها بالهناء والشفاء ومن باب أن الحي أبقى من الميت وأن الفيلل الفخمة باحواض السباحة أجمل للمكان من تلك الحجارة المتناثرة والتي مات سكانها من قديم الزمان.
يقال بأن الكعكة ستكون مربحة، وان المخططات ستكون تحت إشراف حكومي يقدم الأمر للاستثمار على أنه منازل خربة، ولأن المعلومات شفافة جدا ويقدمونها من يرون الشفافية فإن الشاطىء الجميل سيغدو بعيد المنال علينا، وعلى من اعتادوا عليها كبقعة مسقطية بالغة الثراء الجمالي، ولا ندري هل هو نبأ نستطيع القول أنه صحيح أم أن الأمر أضغاث إشاعات وحلمنا أن تبقى مجرد إشاعات خشية أن لا تكون للآثار تلك باقية أمام رغبة قوية في تحويل كل شىء إلى استثمار جالب (للفلوس) ولا ندري لمن ستكون تلك الفلوس العائدة من تلك الاستثمارات، مع أنهم يروجون دوما أنها ستفيد البلاد والعباد، ولا أكاد أشك في أنها ستفيد العباد، فالنادلون والعاملون والحراس الواقفون على البوابات الضخمة سيكونون من هؤلاء العباد المحسوبون على بند الباحثون عن عمل.. أما العائدات الكبرى فتعرفها بنوك الخارج أكثر من فلوس الداخل.
فهل من يطمئننا على أن الجصة لن تكون مشروعا استثماريا يبنى على حق البلاد من تاريخها وآثارها؟ أقول وأدرك أنه لا أحد سيرد!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق