الاثنين، 9 مارس 2009

هذا الصباح

يشدني في برنامج هذا الصباح الأغنيات التراثية التي تقدم منها يوميا وجبة جميلة تنتثر بينها اتصالات المواطنين (والمقيمين في حالات نادرة) وصوت المذيعين اللطيفين محمد المرجبي وسهى الرقيشي وهما يقرآن خبرا أو يتحاوران على أمل أن يطل المسئول كي يرد.
التجاوب الأبرز من وزارات: القوى العاملة، والتنمية الاجتماعية، والإسكان، والنقل والاتصالات.. والبلديات الإقليمية وموار المياه، وهناك تواصل رائع من شرطة عمان السلطانية، ومن الهيئة العامة للكهرباء والمياه، وهذه الجهات الخدمية عليها واجب التواصل لكن يشوب صفاء الصورة الردود المتأخرة، وهناك من يتعلق بمشبك القانون فيتصل ليقرأ القانون لا ليبحث عن حل لمواطن لم يجد طريقا سوى هذا الصوت الإعلامي المتميز، والذي مهما اختلفنا عليه نحتاجه، نريده أن يتطور لا أن ينتهي، ونريده متوسعا في وقته ليكون برنامجا صباحيا أثيريا لا برنامج شكاوي.. وفقط.
أما القضايا المطروحة في البرنامج فبقيت متشابهة إلى حد التكرار، وبعضها ظريف كالذي يطالب وزارة القوى العاملة بسن قانون يلزم القطاع الخاص بوجود إجازة عزاء تشمل الجيران.. أيضا حسب وصية الرسول الكريم بالجار.
أما المتشابهات في قضايا البرنامج فهي تنحصر غالبا في:
تقدم لوزارة الإسكان بطلب مساعدة إسكانية.. بيته ينهار فوقه، وهو ينتظر الدور، ورقم معاملته يسبقه فيها عدة مئات، وكل عام تتم الموافقة على أقل من 15 طلبا، يأتي عزرائيل إلى صاحب الطلب قبل الموافقة النهائية.. وبكل بساطة انتهت المهمة: الطلب لا يورّث، وعلى الأيتام تقديم طلب آخر.
متصل حصل على المساعدة الإسكانية، لكنه لم يجد بيتا يبنيه أو يشتريه بذلك المبلغ.. فماذا يفعل به وقد مرت مدة المهلة شهرا بعد آخر.
تقدم بصيانة للفلج وينتظر منذ سنوات.. ثم تقدم للحكومة بطلب تنظيف الفلج (فعلا: لماذا الحكومة لا تأتي لتنظيف الفلج؟.. هل هذا هو دور كل تلك الفرق الأهلية التي تتخذ من الكرة هدفا.. ومصيرا؟).
الإرسال في قريتنا ضعيف، يأتي الرد أن الكثافة السكانية قليلة، (لا بأس، سيتم تحويل الطلب إلى هيئة تنظيم الاتصالات.. انتظروا، فعلا: لماذا لا تنتظروا).
تقاطعات شارع الباطنة قاتلة، كل أسبوع لها ضحايا.. أغلقوها.. يأتي الرد: هناك من يقول اغلقوها، وهناك من يصرخ بألف لا.. للإغلاق).. هذا المسلسل بدأ قبل أسبوعين، بعد ختام مسلسل الاتصالات على (مطبات) دوار مخيليف بصحم.
نريد مطبات، الشارع في حارتنا (خطير) وحوادث الدهس تكررت، (بين المطالبين المستعد للمساهمة، وذلك الذي لا يمتلك إلا قوت يومه).. تقدموا بالطلب ولم تأت الموافقة، يقول الرد بأن هناك لجنة لدراسة احتياجات المكان من كاسرات السرعة، وستعاد دراسة الأمر مرة أخرى..
الشارع بقيت به قطعة صغيرة لم ترصف، المسئول يقول بأن الأمر عائد للاعتمادات المالية ووفق خطط ودراسات.. وأولويات، حالما تتوفر الاعتمادات (المالية) سيتم رصف الجزء المتبقي.. ويا أيها المتصل.. انتظر.
وهناك قضايا المرادم وتأخر إصدار الملكيات وما تفعله حفريات الصرف الصحي في الشوارع.
برنامج هذا الصباح نبض عماني جميل، نسمع عبرها نحو تسعة أصوات من مواطنين كل له رنّة صوتية مختلفة ولهجة محببة وقضية تشغل باله..
لماذا لا يكون هناك توسع في طاقم العمل لينقل إلينا نبض المواطنين من أماكن سكناهم، لا يكتفي بانتظار مكالمة لا تجد فرصتها بين انشغالات الخطوط، توصّل صوت المواطن إلى المسئول.. لعله يكون مسئولا.. حقا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق