الاثنين، 18 مايو 2009

أوباما والامتحان!!

سيخرج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم من كونه رئيسا لأقوى دولة في العالم وسيكون رئيسا لجامعة الدول العربية وسيوبخ ضيفه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عما تفعله دولته في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما تسرقه من أرض وما تقتله من بشر ينتمون إلى هذه الأمة التي أرادها الله أن تكون خير أمة أخرجت للناس.
وفي لقائه المرتقب اليوم سينسى باراك حسين أوباما أن بلاده حليف استراتيجي (فوق العادة) للدولة اليهودية وسيتصور نفسه أنه رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي وسيحاسب ضيفه حسابا يسيرا عن عملية تهويد القدس والتضييق على المقدسات الإسلامية فيها وعن المسجد الأقصى.
لن يخرج نتنياهو من امتحان اليوم إلا بعد أن يجيب رمز الحلم العربي والإسلامي والعالمي الجالس في البيت الأبيض، وأسئلته المحرجة عمّا فعلته آلة الحرب الإسرائيلية في العامية الأخيرين (على الأقل).. حرب لبنان ومجزرة غزة وآلاف السجناء الذين يسامون فنون العذاب في معتقلات لا تنتمي إلى إنسانية ترعاها الولايات المتحدة كحامية لحقوق الإنسان.. والحيوان!
سيقول له: سجّل في مفكرتك، عليك أن تعود حالا إلى تل أبيب وتلتزم حل الدولتين، (والحل له أكثر من معنى في القاموس العربي).. وعليك أن تهدم جدار الفصل العنصري الذي سمته المنظمات الإنسانية بهذا الوصف، والتحقيق في الجرائم اللاإنسانية المرتكبة في قطاع غزة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
سيرتجف نتنياهو وهو يتذكر أي عصا يواجهه بها سيد البيت الأبيض، هناك جزرة سمينة مكونة مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والعسكرية تقدمها واشنطن لهذا البلد الجائع والخائف.
وهو يكتب ما يملى عليه سيدور في خلد نتنياهو أن يجيب على أسئلة ضيفه بأسئلة أخرى، بريئة وساذجة: التعذيب في السجون الإسرائيلية مقابل الصور المنتظرة لممارسات أجهزة الأمن الأمريكية تجاه الأسرى والمساجين، في العراق وغيرها، ومجازر في غزة في مواجهة مجازر أمريكية تتم بشكل يومي في باكستان وأفغانستان برسم مكافحة الإرهاب.. الأمر لا يعدو مجرد خطأ في الأهداف، والحل في توخي الدقة مستقبلا!
سيسأل النتنـ(ياهو) عن سؤال الوحشية والرد غير المتوازن تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عن صحة ما نقلته وسائل إعلام غربية قبل يومين عن استخدام الولايات المتحدة رعاة بقر لقتل المدنيين في أفغانستان.
وسيتساءل ببراءة أيضا عن قصف دائم تمارسه الولايات المتحدة في أي مكان تريده في العالم (شاء من شاء وأبى من أبى) حينما يسأله أوباما عن قصف موقع في سوريا وآخر في السودان، وعاشر قد لا نعلمه حتى الآن بانتظار أن تكشفه الصحافة الإسرائيلية ذات يوم.
سينسى أوباما اليوم كل مصالح بلاده مع حليف استراتيجي مهم يمثل ترمومتر الوصول إلى سدة البيت الأبيض من أجل عيوننا العربية الجميلة، يدرك هذا الرئيس (الأسمر) بأن الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تنتظر هذا الاجتماع ممنية النفس بحدوث صدام يؤكد لها بأن أمريكا الأمس ليست أمريكا اليوم، وأن الرهان العربي (والإسلامي) على الحصان الأفريقي (بالنكهة الأمريكية) لم يفتر حماسه لحظة، منذ أن سجّل الحاج باراك حسين أوباما اسمه في قائمة المهاجرين إلى الولايات المتحدة وحتى خروجه من البيت البيضاوي، فهو حامل مشعل الحلم العربي الخالد حينما لم يبق حلم خالد.. ولا مشعل.
ما أتوقعه: أنهما سيؤكدان على استمرارية مسيرة السلام رغم اختلاف وجهات النظر، ومواصلة الضغط على إيران، ومطالبة سوريا بمواقف إيجابية.. (وبالطبع مطالبة العرب الكف عن إزعاج جارتهم العزيزة وإعطائها الفرصة لقتلهم بدم بارد باسم السلام)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق