كنا لا نعرف المطر، لم يدخل في قاموس لغتنا اليومية، مع أنه كان كثير الزيارة، ومفزعا أحيانا، فالبيوت لا تحتمل وابله إن انهمر بغزارة فوق قدرة البيوت الطينية.. أو (العرشان) السعفية.
نسميه السيل، ونغني للسيل لا للمطر، كانوا يرصدون جريان السحب على صحن الفضاء أعلانا، وأية سحابة تطل من بعيد هناك من يعرف أي بلد هي ممطرة عليه، وأي جبل سيعانق هام السحب، واد سيسيل، العيون ترقب بحميمية جريان المزن فوق رؤوس القرى وفوق رؤوس الجبال، وتتكهن كما تكهن ذلك المغترب حينما كان في بلدان المهجر العماني بأن تلك السحابة البادية من بعيد جدا تمطر على قريته.
تلك المفاجآت الجميلة ضاعت دهشتها.. يأتي المطر أو لا يأتي، لا أحد يجزم سوى بأمل أن يحلّ الخصب وتورق الأشجار وتعود النخيل إلى رونق اخضرار سعفها.
كان السؤال يدور: كيف الغلّة معكم؟ ويشيرون إلى ما يمكن أن تعطيه النخيل لصاحبها وهو يترقب رطبها دوما.
ويدور السؤال: شيء استوى معكم سيل؟ والرجاء أن يعمّ الخير.
ويسألون باستبشار: مو انتوه والرحمة؟ فيجيب الآخر بجذل السعيد: رحمة بادّة.
يأتي المطر دونما موعد، يأتي الوادي بماء جارف ويسألون أين وصل البارحة، وأي فلج سيمنحه الخصب مستفيدا من جريانه، وأي فلج ينتظر واد آخر سيغذيه بشريان الحياة.
يأتينا المطر الآن دونما موعد مدهش، ستقول لنا الأرصاد الجوية أن الأسبوع القادم سيأتي مطر متباين بين الخفيف والغزير، ستزيح عنا الدهشة وتقول أنه لن يكون على قريتكم، سيأتي شمالا أو جنوبا عنها.
لن يفيد غناءنا: طاح السيل، ولن يفاجئنا المطر قبل أن نشتري المظلة نسير بها في الشوارع المبتلة، فلا (الجونية) باقية لنضعها كأنها القبعة المنسدلة من فوق رؤوسنا، ولا الشوارع مستعدة لاستقبال خطواتنا، تحملنا السيارات دونما نبتل، ونسرع في الخطى للدخول في المنزل كي لا يضيع قماش المصر، ونلزم أطفالنا بالدخول قبل أن يبتلون بالمطر، نخشى عليهم من الأمراض والفيروسات، وكأننا نحرمهم من نعمة من باب الحسد لأننا نتغافل عنها.
لن ننتظر تلك السحابة، الأرصاد الجوية تقول لنا أنه لا مطر فيها، فلا تهتموا بتلك الغيوم.
لن نصحو على صوت الرعد، البارحة قالوا أن الجو سيكون صحوا عليكم، ممطرا على جيرانك، وعليكم بأخذ الحيطة والحذر.
سيقولون لنا انتبهوا إلى أمطار غزيرة مصحوبة بالرعد قادمة، سيخاف البعض، وسيخشون الإعصار من باب أن من لدغه الغول يخاف من الحبل، وسيكسدون الماء والغذاء في البيت، مع أن الأرصاد دقيقة في كلامها بما تتيحه لها حالة الجو من حرارة ورطوبة وأخاديد قادمة من الشرق والغرب.
سنغني رغم كل شيء أنشودة المطر، وسنفرح حتما بهذا الخير الجميل، سيخضر الزرع ويدرّ الضرع، ويعين ما تبقى لدينا من نخيل ولون أخضر على البقاء في وجه ملامح الثورة الإسمنتية وأثقال الثروة النفطية.
نسميه السيل، ونغني للسيل لا للمطر، كانوا يرصدون جريان السحب على صحن الفضاء أعلانا، وأية سحابة تطل من بعيد هناك من يعرف أي بلد هي ممطرة عليه، وأي جبل سيعانق هام السحب، واد سيسيل، العيون ترقب بحميمية جريان المزن فوق رؤوس القرى وفوق رؤوس الجبال، وتتكهن كما تكهن ذلك المغترب حينما كان في بلدان المهجر العماني بأن تلك السحابة البادية من بعيد جدا تمطر على قريته.
تلك المفاجآت الجميلة ضاعت دهشتها.. يأتي المطر أو لا يأتي، لا أحد يجزم سوى بأمل أن يحلّ الخصب وتورق الأشجار وتعود النخيل إلى رونق اخضرار سعفها.
كان السؤال يدور: كيف الغلّة معكم؟ ويشيرون إلى ما يمكن أن تعطيه النخيل لصاحبها وهو يترقب رطبها دوما.
ويدور السؤال: شيء استوى معكم سيل؟ والرجاء أن يعمّ الخير.
ويسألون باستبشار: مو انتوه والرحمة؟ فيجيب الآخر بجذل السعيد: رحمة بادّة.
يأتي المطر دونما موعد، يأتي الوادي بماء جارف ويسألون أين وصل البارحة، وأي فلج سيمنحه الخصب مستفيدا من جريانه، وأي فلج ينتظر واد آخر سيغذيه بشريان الحياة.
يأتينا المطر الآن دونما موعد مدهش، ستقول لنا الأرصاد الجوية أن الأسبوع القادم سيأتي مطر متباين بين الخفيف والغزير، ستزيح عنا الدهشة وتقول أنه لن يكون على قريتكم، سيأتي شمالا أو جنوبا عنها.
لن يفيد غناءنا: طاح السيل، ولن يفاجئنا المطر قبل أن نشتري المظلة نسير بها في الشوارع المبتلة، فلا (الجونية) باقية لنضعها كأنها القبعة المنسدلة من فوق رؤوسنا، ولا الشوارع مستعدة لاستقبال خطواتنا، تحملنا السيارات دونما نبتل، ونسرع في الخطى للدخول في المنزل كي لا يضيع قماش المصر، ونلزم أطفالنا بالدخول قبل أن يبتلون بالمطر، نخشى عليهم من الأمراض والفيروسات، وكأننا نحرمهم من نعمة من باب الحسد لأننا نتغافل عنها.
لن ننتظر تلك السحابة، الأرصاد الجوية تقول لنا أنه لا مطر فيها، فلا تهتموا بتلك الغيوم.
لن نصحو على صوت الرعد، البارحة قالوا أن الجو سيكون صحوا عليكم، ممطرا على جيرانك، وعليكم بأخذ الحيطة والحذر.
سيقولون لنا انتبهوا إلى أمطار غزيرة مصحوبة بالرعد قادمة، سيخاف البعض، وسيخشون الإعصار من باب أن من لدغه الغول يخاف من الحبل، وسيكسدون الماء والغذاء في البيت، مع أن الأرصاد دقيقة في كلامها بما تتيحه لها حالة الجو من حرارة ورطوبة وأخاديد قادمة من الشرق والغرب.
سنغني رغم كل شيء أنشودة المطر، وسنفرح حتما بهذا الخير الجميل، سيخضر الزرع ويدرّ الضرع، ويعين ما تبقى لدينا من نخيل ولون أخضر على البقاء في وجه ملامح الثورة الإسمنتية وأثقال الثروة النفطية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق