يا لهذا القدر العربي المرعب، لا يكف عن منحنا مسميات نتقاذفها ككرة تنس، يمضي الوقت ونحن نتدارس ونبحث المعنى وما وراء المعني، ونحلل ونحرم ونجرم ونشتم، ولم يتغير شيئا في وضعنا، نتفق في جلسات المساء ونختلف إذا حان الصباح.. وكفت شهرزاد عن الكلام المحرم..والكلام المباح.
بعد آخر موضتين للحديث: حذاء منتظر واوباما المنتخب خرج علينا قدرنا العربي بتسمية أخرى، أوكامبو، اسم تتداوله الدنيا كدلالة على العدالة الدولية ونسوّقه بمنطق الاستعمار الجديد، الذي يختار دولنا العربية واحدة بعد أخرى ليخنقها باسم العدالة ويدمرها تحت مسميات محاربة الإرهاب..
أوكامبو، أو النذير الذي لا يبتسم ولا يرف له جفن.
وفي المقابل، هناك البشير، رئيس دولة عربية مطلوب لهذه العدالة بتهم تعرفها (كل الدنيا) لأن الحدث تتناقله ألسنة العالم عربا وأعاجم..
والحكاية هي الكاريكاتير الساخر: مسيرة العدالة الدولية ستنطلق من الغرب السوداني حيث دارفور هي المشهد الجديد الذي ترصد عدسة العالم المتحضر مأساته وملهاته: الملايين التي تموت جوعا في سلة غذاء أفريقيا، والملايين العطشى وتحتها أعذب مياه الدنيا، والملايين الفقيرة وأسفل الأرض أهم الثروات الطبيعية.. وصولا إلى قرار دولي يطلب رئيس دولة جالس على منصة الحكم للمثول أمام منصة محكمة بقضايا إبادة جماعية، وبين منصتي الحكم والمحاكمة شبهات وعقبات وعواصف لا يمكن التنبؤ بمن تحصده في هبوبها، هل تكتفي برأس واحد أو أنها لن تكفيها السودان كلها.. لا قدر الله.
المشهد متراكم ومتعاظم التعقيد، الرئيس الذي يواجه التيار المندفع بالخطب والجماهير الغاضبة، والشرعية الدولية التي لم تر أكثر من خمسين عاما من الفظائع الإسرائيلية والوحوش المدمرة التي أطلقت على جسدنا العربي، تجرب أسلحة الدمار الأمريكية فينا، وهي مدعومة بمليارات الغرب المتباكي على ما حدث لليهود قبل عشرات الأعوام فيما أن المشهد ماثل أمام أعينهم لكن رؤية الشرعية الدولية لا ترى سوى أخطائنا، لا تنتبه للخطايا المرتكبة ضدنا.
إذن هي الشرعية التي نحن (العرب) أبطالها.. ونحن ضحاياها.
ميزان العدالة غرس رمحه في السودان، بلد عربي عاني طويلا من مغامرات السياسيين، وبعد كل مغامرة يقال أن المؤامرة موجودة، وكان لهذا الوطن الكبير أن يكون سلة غذاءنا وواحة لكل عربي يبحث عن السياحة والاستثمار والإنطلاق إلى قارة أفريقيا مغامرا في كل الاتجاهات.
الشرعية الدولية تسير كتيار هادر، أعجبنا سحرها أو هالنا حجم بشاعتها ستمضي، لن يوقفها عصا في يد زعيم، ولا تهز شعرة في بدنها هتافات في حناجر هاتفين، ولا تعنيها كل تلك الشعارات التي قد تبدل أقوالها حينما ينهال الفأس على الرأس.. والأيادي التي كانت تصفق لهذا ستصفق لذاك، لأن المسألة مريبة والحياة معنية بالموجود أكثر من الغائب.
المشهد في العراق لا يفارق مخيلتنا.. والسودان دولة بحجم قارة قد تصحو فيها الفتن النائمة ويشحذ طامعون بالانفصال سكاكينهم في أطراف عديدة، وستنهار طموحات عربية كانت تنهض للتو لتكون هذه الأرض ملاذا عربيا حينما عزّ طعام العالم عليهم، ألقوا ببذور غرسهم هناك وانتظروا وقت الحصاد وقد اقترب.
المشهد في ليبيا ليس ببعيد، حصار وقصف عابر للقارات والدول، تحجّرت مسارات التنمية في بلد عربي واسع الثراء بشرا ومواردا بسبب من حصار طبّقه العرب أكثر من غيرهم.. لكن القذافي قرأ المشهد جيدا، أدرك حجم العاصفة وتمسك بمجاديف النجاة، له ولبلده.
المشهد في سوريا يدعو للتأمل، لكنها السياسة التي تجيد الشد والجذب استطاعت أن تتقي الكثير من الزوابع، والفتنة إن أطلت برأسها لا يمكن قطع رأسها إلا بتضحيات وقرابين ودمار يعيد البلدان إلى سنوات طويلة للوراء.
قلوبنا مع السودان، ومع شعب السودان، وكل حبة قمح ترويها قطرة ماء في بلد عظيم أهلكته السياسة وآن له أن يستريح.
بعد آخر موضتين للحديث: حذاء منتظر واوباما المنتخب خرج علينا قدرنا العربي بتسمية أخرى، أوكامبو، اسم تتداوله الدنيا كدلالة على العدالة الدولية ونسوّقه بمنطق الاستعمار الجديد، الذي يختار دولنا العربية واحدة بعد أخرى ليخنقها باسم العدالة ويدمرها تحت مسميات محاربة الإرهاب..
أوكامبو، أو النذير الذي لا يبتسم ولا يرف له جفن.
وفي المقابل، هناك البشير، رئيس دولة عربية مطلوب لهذه العدالة بتهم تعرفها (كل الدنيا) لأن الحدث تتناقله ألسنة العالم عربا وأعاجم..
والحكاية هي الكاريكاتير الساخر: مسيرة العدالة الدولية ستنطلق من الغرب السوداني حيث دارفور هي المشهد الجديد الذي ترصد عدسة العالم المتحضر مأساته وملهاته: الملايين التي تموت جوعا في سلة غذاء أفريقيا، والملايين العطشى وتحتها أعذب مياه الدنيا، والملايين الفقيرة وأسفل الأرض أهم الثروات الطبيعية.. وصولا إلى قرار دولي يطلب رئيس دولة جالس على منصة الحكم للمثول أمام منصة محكمة بقضايا إبادة جماعية، وبين منصتي الحكم والمحاكمة شبهات وعقبات وعواصف لا يمكن التنبؤ بمن تحصده في هبوبها، هل تكتفي برأس واحد أو أنها لن تكفيها السودان كلها.. لا قدر الله.
المشهد متراكم ومتعاظم التعقيد، الرئيس الذي يواجه التيار المندفع بالخطب والجماهير الغاضبة، والشرعية الدولية التي لم تر أكثر من خمسين عاما من الفظائع الإسرائيلية والوحوش المدمرة التي أطلقت على جسدنا العربي، تجرب أسلحة الدمار الأمريكية فينا، وهي مدعومة بمليارات الغرب المتباكي على ما حدث لليهود قبل عشرات الأعوام فيما أن المشهد ماثل أمام أعينهم لكن رؤية الشرعية الدولية لا ترى سوى أخطائنا، لا تنتبه للخطايا المرتكبة ضدنا.
إذن هي الشرعية التي نحن (العرب) أبطالها.. ونحن ضحاياها.
ميزان العدالة غرس رمحه في السودان، بلد عربي عاني طويلا من مغامرات السياسيين، وبعد كل مغامرة يقال أن المؤامرة موجودة، وكان لهذا الوطن الكبير أن يكون سلة غذاءنا وواحة لكل عربي يبحث عن السياحة والاستثمار والإنطلاق إلى قارة أفريقيا مغامرا في كل الاتجاهات.
الشرعية الدولية تسير كتيار هادر، أعجبنا سحرها أو هالنا حجم بشاعتها ستمضي، لن يوقفها عصا في يد زعيم، ولا تهز شعرة في بدنها هتافات في حناجر هاتفين، ولا تعنيها كل تلك الشعارات التي قد تبدل أقوالها حينما ينهال الفأس على الرأس.. والأيادي التي كانت تصفق لهذا ستصفق لذاك، لأن المسألة مريبة والحياة معنية بالموجود أكثر من الغائب.
المشهد في العراق لا يفارق مخيلتنا.. والسودان دولة بحجم قارة قد تصحو فيها الفتن النائمة ويشحذ طامعون بالانفصال سكاكينهم في أطراف عديدة، وستنهار طموحات عربية كانت تنهض للتو لتكون هذه الأرض ملاذا عربيا حينما عزّ طعام العالم عليهم، ألقوا ببذور غرسهم هناك وانتظروا وقت الحصاد وقد اقترب.
المشهد في ليبيا ليس ببعيد، حصار وقصف عابر للقارات والدول، تحجّرت مسارات التنمية في بلد عربي واسع الثراء بشرا ومواردا بسبب من حصار طبّقه العرب أكثر من غيرهم.. لكن القذافي قرأ المشهد جيدا، أدرك حجم العاصفة وتمسك بمجاديف النجاة، له ولبلده.
المشهد في سوريا يدعو للتأمل، لكنها السياسة التي تجيد الشد والجذب استطاعت أن تتقي الكثير من الزوابع، والفتنة إن أطلت برأسها لا يمكن قطع رأسها إلا بتضحيات وقرابين ودمار يعيد البلدان إلى سنوات طويلة للوراء.
قلوبنا مع السودان، ومع شعب السودان، وكل حبة قمح ترويها قطرة ماء في بلد عظيم أهلكته السياسة وآن له أن يستريح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق