تساقطت المحافظ المالية في بلادنا بشكل مريب، لم يشبه سقوطها المسافة ما يحدث لشجرة يمكن أن يعاد غرس البديل عنها لكنها بدت كأحجار ضخمة هبطت من أعلى جبل، وتسحق ما يمر في طريقها، أو بالأحرى ما كتبت له أقداره أن يكون في طريق هبوطها الثقيل.. جدا.
لم يكن هذا السقوط استثنائيا، ولا يمكن لوم من تورّم رأسه بما لحقه من الصخور، حتى أذكياء العالم من الرأسماليين وقعوا ضحية أكبر عملية نصب تاريخية وقد وقعت في شارع المال الأمريكي وول ستريت، الاستثنائي في الأمر هو أن ا لمصائب تأتي متلاحقة، وقبل أن يفوق الجميع من صدمة ارتفاع الأسعار وقد بدأت في الاستفاقة قليلا من حمى هيجان أرقامها تلقى عدد كبير من الأشخاص/المغامرين لطمة قوية لن تكون بقوة ارتفاع أسعار سلع لأنها تشبه الزلزال إذا قورنت بها، ومن طارت عليه عشرات الآلاف يدرك جيدا أنها تشبه الزلازل حقيقة لا مبالغة لفظية.
وفيما الحجر الضخم يفرم أحلام من لديه المال ومن كان يحلم به فإن طبقة أوسع من المجتمع انشغلت بارتفاع (غرشة) البارد، أو (قوطي) الكولا، وسر هذا التميز العماني هو ما يحدث في أمر الزيادة، في دولة الإمارات (وهي على علاقة وثيقة بالخط الإنتاجي الواصل إلينا) حدثت زيادة قدرها 25 بالمائة، أما لدينا فوصلت 50 بالمائة، وفيما تدخلت جهات حماية المستهلك لفرض عقوبات على شركات المياه (الغازية) فإن الحال معنا بقي حرا طليقا أمام من يريد أن يرفع أو يخفض، تماما كما يحدث في سوق المواد الغذائية، يقنعوننا بأن الأسعار تتراجع، وهي تشبه قصة ذلك الشخص الذي أغضب أحدهم بوجود خنزير في البيت فنصحه شخص أن يأتي بأعداد أكبر منها، وكلما خفض واحدا منها ارتاح الرجل الغاضب بسببها، حتى إذا بقي اثنان عدّ الأمر نعمة تستوجب الشكر!!
الانهيار الذي حدث في المحافظ المالية (وقد أضر بمن يمكن تسميتهم الباحثين عن فرص) يشبه ما حدث في محفظات غالبية الناس نتيجة الغلاء الكبير في السلع والإيجارات وكل ما يتعلق بحياتهم (ما عدا الالكترونيات)، وما حدث من غلاء استدعى وقفة ضخّمتها أبواق رأت نفسها أنها محسوبة على المستهلك لا التاجر، مع أن الأول هو الذي بمقدوره الضغط على الثاني كما يحدث في حملات (خليها تصدّي) وللأسف لم يرفع أحدهم شعارا شبيها كان بمقدوره أن يحقق إيجابيات كبرى وعنوان العريض: خلوها تخيس!
هؤلاء الذين تساقطت أحلامهم بعد سقوط المحافظ هل وضعوا في حسبانهم يوما كهذا؟! أم أن الثقة العمياء هي التي تقود إلى نتيجة ما أراده المثل العماني: ساير باغي الفايده غاب راس المال.. المصاب الأكبر هو أن رأس المال قادم من بنك، سلفة يدفع لها المقترض معظم راتبه وتحتاج سنوات لكي تنتهي (مع فوائدها).
من حق أي إنسان البحث عن فرص تحقق له أحلامه بالبيت والإستقرار المادي لكن فخ المحافظ كان واضحا جدا ويشبه مغامرة الحصول على كنز بعد اجتياز نفق مظلم: ضع عشرة آلاف ريال، وستجد دخلا شهريا يبلغ بين 500-700 ريال، أي أن وضع عشرين ألف يغني عن الوظيفة، وهذا أقرب للحلم، وبعد أن سقط كثيرون في فخه الوردي صحوا على أن ما مرّ عليهم في غفوتهم شيء مرعب، ومأساتها أن توابعه كثيرة.
عذرا يا أيها الحالمون بالآلاف تجنونها شهريا من وراء هذه المغامرات في محافظ (غير مأمونة) وقد رخصت.. فربما لن يكون بإمكانكم شرب.. غرشة الكولا وقد غلت!
أما عني فإني سعيد جدا أن المياه الغازية ارتفعت أسعارها وأتمنى أن تصل إلى نصف ريال، ولا تباع إلا لمن فوق الـ18 عاما لأنها خطر كالسجائر، خاصة للأطفال.
لم يكن هذا السقوط استثنائيا، ولا يمكن لوم من تورّم رأسه بما لحقه من الصخور، حتى أذكياء العالم من الرأسماليين وقعوا ضحية أكبر عملية نصب تاريخية وقد وقعت في شارع المال الأمريكي وول ستريت، الاستثنائي في الأمر هو أن ا لمصائب تأتي متلاحقة، وقبل أن يفوق الجميع من صدمة ارتفاع الأسعار وقد بدأت في الاستفاقة قليلا من حمى هيجان أرقامها تلقى عدد كبير من الأشخاص/المغامرين لطمة قوية لن تكون بقوة ارتفاع أسعار سلع لأنها تشبه الزلزال إذا قورنت بها، ومن طارت عليه عشرات الآلاف يدرك جيدا أنها تشبه الزلازل حقيقة لا مبالغة لفظية.
وفيما الحجر الضخم يفرم أحلام من لديه المال ومن كان يحلم به فإن طبقة أوسع من المجتمع انشغلت بارتفاع (غرشة) البارد، أو (قوطي) الكولا، وسر هذا التميز العماني هو ما يحدث في أمر الزيادة، في دولة الإمارات (وهي على علاقة وثيقة بالخط الإنتاجي الواصل إلينا) حدثت زيادة قدرها 25 بالمائة، أما لدينا فوصلت 50 بالمائة، وفيما تدخلت جهات حماية المستهلك لفرض عقوبات على شركات المياه (الغازية) فإن الحال معنا بقي حرا طليقا أمام من يريد أن يرفع أو يخفض، تماما كما يحدث في سوق المواد الغذائية، يقنعوننا بأن الأسعار تتراجع، وهي تشبه قصة ذلك الشخص الذي أغضب أحدهم بوجود خنزير في البيت فنصحه شخص أن يأتي بأعداد أكبر منها، وكلما خفض واحدا منها ارتاح الرجل الغاضب بسببها، حتى إذا بقي اثنان عدّ الأمر نعمة تستوجب الشكر!!
الانهيار الذي حدث في المحافظ المالية (وقد أضر بمن يمكن تسميتهم الباحثين عن فرص) يشبه ما حدث في محفظات غالبية الناس نتيجة الغلاء الكبير في السلع والإيجارات وكل ما يتعلق بحياتهم (ما عدا الالكترونيات)، وما حدث من غلاء استدعى وقفة ضخّمتها أبواق رأت نفسها أنها محسوبة على المستهلك لا التاجر، مع أن الأول هو الذي بمقدوره الضغط على الثاني كما يحدث في حملات (خليها تصدّي) وللأسف لم يرفع أحدهم شعارا شبيها كان بمقدوره أن يحقق إيجابيات كبرى وعنوان العريض: خلوها تخيس!
هؤلاء الذين تساقطت أحلامهم بعد سقوط المحافظ هل وضعوا في حسبانهم يوما كهذا؟! أم أن الثقة العمياء هي التي تقود إلى نتيجة ما أراده المثل العماني: ساير باغي الفايده غاب راس المال.. المصاب الأكبر هو أن رأس المال قادم من بنك، سلفة يدفع لها المقترض معظم راتبه وتحتاج سنوات لكي تنتهي (مع فوائدها).
من حق أي إنسان البحث عن فرص تحقق له أحلامه بالبيت والإستقرار المادي لكن فخ المحافظ كان واضحا جدا ويشبه مغامرة الحصول على كنز بعد اجتياز نفق مظلم: ضع عشرة آلاف ريال، وستجد دخلا شهريا يبلغ بين 500-700 ريال، أي أن وضع عشرين ألف يغني عن الوظيفة، وهذا أقرب للحلم، وبعد أن سقط كثيرون في فخه الوردي صحوا على أن ما مرّ عليهم في غفوتهم شيء مرعب، ومأساتها أن توابعه كثيرة.
عذرا يا أيها الحالمون بالآلاف تجنونها شهريا من وراء هذه المغامرات في محافظ (غير مأمونة) وقد رخصت.. فربما لن يكون بإمكانكم شرب.. غرشة الكولا وقد غلت!
أما عني فإني سعيد جدا أن المياه الغازية ارتفعت أسعارها وأتمنى أن تصل إلى نصف ريال، ولا تباع إلا لمن فوق الـ18 عاما لأنها خطر كالسجائر، خاصة للأطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق