عدت للتو من سفر قصير، في الحقيبة حكايات لا تنتهي، وحوارات تطل برأسها كلما اجتمع مثقفون ونقاد وكتّاب على طاولات الحوار العربي، بدءا من أزمة الفكر وصولا إلى أزمة الجنس وأدوية الفحولة التي يتم تسويقها يوميا بما يدل على وجود أزمة حقيقية في جسد أبناء الأمة فكيف بما يحدث في فكرها.
تحدثوا عن الديموقراطية.. قال أحدهم أن هذه المفردة ليس لها مكان في صحاري العرب وجبالها، هي لفظة من حرير لا تتفق وهمجية القبيلة وروحها الثائرة التي لا تعترف سوى بالحسب والنسب وتغلق ستائرها على حرية المرأة التي عليها واجب إتقان ممارسة الحب وإمتاع زوجها (المناضل) لا ممارسة الحرية وإشباع وجودها كنصف المجتمع.
أشار المتحدثون إلى دساتير يلوى ذراعها من أجل الرجل الجالس على المنصة، الحاكم بأمر الله وبرغبة الشعب، تلك القطعان التي تسير ملوحة للزعيم أن يبقى لأنه لا يوجد غيره يستطيع جمع شتات البلاد وإسعاد العباد، تذهب إلى صناديق الإنتخاب تحت شعار (اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش) وفق اللهجة المصرية الجميلة.
اتفقوا على أن الشرعية الدولية ترى بعين واحدة، وأن تلك العين لا ترى سوى تشابك المصالح في غابات لا يحكمها سوى الأسد، ملك الغابة، الممسك على رأس المال، ورؤوس الصواريخ النووية الكافية لتهديد أية زعامة، ضحكنا جميعا من كاريكاتيرية المشهد العربي، حاكم يختبأ من زئير الأسد في حفرة، وآخر وضع تحت صورته كلمة مطلوب وآخر (وآخر) ينادي بمسح الدساتير بما يتفق والجلوس الدائم على الكرسي الرئاسي، فالعصا السحرية في يده يمسح بها آلام مواطني بلاده، رغم أنهم يقفون طوابير لا نهاية لها أمام سفارات الدول الأجنبية طمعا في ترك البلاد والهجرة حتى نحو بطن قرش!!
الحرية وقفت كمفردة في حلق ناشرين التقيتهم في معرض أبوظبي للكتاب.. سألنا أحدهم عن الرقابة على الكتب في بلدان الخليج، فجع الموجودين بأنها منفتحة في السعودية بما لا يقارن بجارة لها احتسبت دوما على أنها الرائدة في الثقافية بالمنطقة، وسألناه عن أخرى وقد تملكنا إعلامها بأنه الداعي للديموقراطية والحرية ليل نهار، قال بأن ما تقوله الشاشات غير ما يوجد على الأرض، حتى أمن الدولة صادروا منه كتبا تباع في جميع بلدان الخليج دون أدنى مشكلة، سأله أحدهم ما علاقة أمن الدولة بالكتاب؟ .. وأجاب بأنها حرية النشر، تلك التي قد لا تتوافق مع مفهوم نشر الحرية!!
تحدث أحدهم ضمن الحوار متسائلا: هل عمان منفتحة على نشر الكتب إلى هذه الدرجة؟!.. إذن لماذا يتراءى لنا أنها منغلقة على نفسها ولا تصلنا أخبارها إلا لماما؟ حسبته يعرف الأخبار بما تحمله من متاعب، وقدرت أن ابتعادنا عن العناوين الرئيسية لنشرات الأخبار خير لنا ونعمة أنعمها الله بها علينا.
فكرت قليلا.. هل يمكنني ممارسة حريتي وكتابة الدول بأسمائها التي وردت في الحوار؟
وتراجعت كثيرا: قد لا ينشر المقال، أو تتم مساءلة الجريدة على أنها أساءت لبلدان شقيقة، وكلمة الإساءة تهمة جاهزة في مجتمعاتنا تسوّق رقابيا لتكون الصحافة واقعة تحت ضغط الجهات الرسمية والدبلوماسية ومؤسسات القطاع الخاص، وبعدها نسائلها: لماذا لا تنشر بحرية لكي تنتشر؟.. والإجابات عائمة بمقدار ما تغيم مفردة الديموقراطية في تضاريس خليجنا الصعبة..
اخترت كتاب الديموقراطية العصية في بلدان الخليج، لعلي أجد فيه سبب هذا العصيان، أو ربما المقلب الذي نتوهم أنه سفينة نوح، ربما يكون هو الطوفان بنفسه.
تحدثوا عن الديموقراطية.. قال أحدهم أن هذه المفردة ليس لها مكان في صحاري العرب وجبالها، هي لفظة من حرير لا تتفق وهمجية القبيلة وروحها الثائرة التي لا تعترف سوى بالحسب والنسب وتغلق ستائرها على حرية المرأة التي عليها واجب إتقان ممارسة الحب وإمتاع زوجها (المناضل) لا ممارسة الحرية وإشباع وجودها كنصف المجتمع.
أشار المتحدثون إلى دساتير يلوى ذراعها من أجل الرجل الجالس على المنصة، الحاكم بأمر الله وبرغبة الشعب، تلك القطعان التي تسير ملوحة للزعيم أن يبقى لأنه لا يوجد غيره يستطيع جمع شتات البلاد وإسعاد العباد، تذهب إلى صناديق الإنتخاب تحت شعار (اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش) وفق اللهجة المصرية الجميلة.
اتفقوا على أن الشرعية الدولية ترى بعين واحدة، وأن تلك العين لا ترى سوى تشابك المصالح في غابات لا يحكمها سوى الأسد، ملك الغابة، الممسك على رأس المال، ورؤوس الصواريخ النووية الكافية لتهديد أية زعامة، ضحكنا جميعا من كاريكاتيرية المشهد العربي، حاكم يختبأ من زئير الأسد في حفرة، وآخر وضع تحت صورته كلمة مطلوب وآخر (وآخر) ينادي بمسح الدساتير بما يتفق والجلوس الدائم على الكرسي الرئاسي، فالعصا السحرية في يده يمسح بها آلام مواطني بلاده، رغم أنهم يقفون طوابير لا نهاية لها أمام سفارات الدول الأجنبية طمعا في ترك البلاد والهجرة حتى نحو بطن قرش!!
الحرية وقفت كمفردة في حلق ناشرين التقيتهم في معرض أبوظبي للكتاب.. سألنا أحدهم عن الرقابة على الكتب في بلدان الخليج، فجع الموجودين بأنها منفتحة في السعودية بما لا يقارن بجارة لها احتسبت دوما على أنها الرائدة في الثقافية بالمنطقة، وسألناه عن أخرى وقد تملكنا إعلامها بأنه الداعي للديموقراطية والحرية ليل نهار، قال بأن ما تقوله الشاشات غير ما يوجد على الأرض، حتى أمن الدولة صادروا منه كتبا تباع في جميع بلدان الخليج دون أدنى مشكلة، سأله أحدهم ما علاقة أمن الدولة بالكتاب؟ .. وأجاب بأنها حرية النشر، تلك التي قد لا تتوافق مع مفهوم نشر الحرية!!
تحدث أحدهم ضمن الحوار متسائلا: هل عمان منفتحة على نشر الكتب إلى هذه الدرجة؟!.. إذن لماذا يتراءى لنا أنها منغلقة على نفسها ولا تصلنا أخبارها إلا لماما؟ حسبته يعرف الأخبار بما تحمله من متاعب، وقدرت أن ابتعادنا عن العناوين الرئيسية لنشرات الأخبار خير لنا ونعمة أنعمها الله بها علينا.
فكرت قليلا.. هل يمكنني ممارسة حريتي وكتابة الدول بأسمائها التي وردت في الحوار؟
وتراجعت كثيرا: قد لا ينشر المقال، أو تتم مساءلة الجريدة على أنها أساءت لبلدان شقيقة، وكلمة الإساءة تهمة جاهزة في مجتمعاتنا تسوّق رقابيا لتكون الصحافة واقعة تحت ضغط الجهات الرسمية والدبلوماسية ومؤسسات القطاع الخاص، وبعدها نسائلها: لماذا لا تنشر بحرية لكي تنتشر؟.. والإجابات عائمة بمقدار ما تغيم مفردة الديموقراطية في تضاريس خليجنا الصعبة..
اخترت كتاب الديموقراطية العصية في بلدان الخليج، لعلي أجد فيه سبب هذا العصيان، أو ربما المقلب الذي نتوهم أنه سفينة نوح، ربما يكون هو الطوفان بنفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق