في معادلة التواطؤ هناك مجموعة أطراف، بعضها يتفق على آخر، وهناك أيضا طرف يقدم خدمة مجانية للآخر، أكان بعلمه أم بجهله، فلا يمكن أن يكون هناك محتال إن لم يكن في المقابل شخص طيب أو ساذج تنطلي عليه الحيلة.
فمثلا.. يحذر البنك المركزي مرات عدة من عمليات احتيال تستهدف الناس في أموالهم، وبعد فترة يتم الإعلان عن وقوع حالات نصب على مجموعة من البشر، والغريب أن عدد الضحايا كبير جدا، رغم كل تلك التحذيرات.
حدث ذلك في الجمعيات التي كانت تنتشر في كل حارة عمانية ولها جباة يقومون (شهريا) بحصد الأموال مع (طلوع) الراتب فيما هناك من يترقب من عام إلى عام حلول دوره قبل (طلوع) الروح.. ولأن الأموال طلعت (ولم تعد) تأكدت المعادلة أن هؤلاء المستفيدين وجدوا تواطئا من الضحايا لاستكمال معادلة النصب.. والضحك على الذقون، أقصد (على اللحى) لأننا لا نستخدم مفردة ذقن في لهجتنا العمانية.
وتكرر حدوثه في المحافظ المالية، وأوهام مضاعفة الثروة، وعبر تلك الرسائل النصية والالكترونية التي تعرض نسبة من الملايين التي تركها (الراحل) ويجد ابنه أو حفيده مشكلة في الخروج بها من بلده فيتصل بصديق (مجهول) يعرض عليه مليون دولار أو أكثر، حسب الغنيمة.
يتواطأ المرء على نفسه أحيانا، يقدمها لقمة سائغة طمعا في العصافير التي على الشجرة، مع أن الشجرة وما عليها من حمام هي ديكورات بلاستيكية لا يمكن تبيّنها من بعيد، وتكون للناظر كالمسافر العابر للصحراء يحسب السراب ماء، حتى إذا سار إليه ابتعد عنه في تخوم الرمل المنبسط.
كثيرون فعلوها، تواطؤا على أنفسهم، ليس بأموالهم فقط، بعضهم ساقته أوهام الشفاء ليقدم أكثر من المال طلبا للعلاج، الغريب أن ذلك يحدث في عصر العلم، الأغرب أنها تحدث لمن نسميهم متعلمين.
يترك العلم بحثا عن الاحتيال والشعوذة، يصدق جاهلا لا حيلة له سوى البخور وطلاسم لا تضر أكثر مما تنفع..
ذلك الشاب وهو يتحدث بعفوية، يخبرني بأنه صارم في تعامله مع الجن عندما يحضرون إلى زوجته، (ما يفيد معهم إلا العصا).. كان يضرب زوجته (بالباكور) من أجل إخراج الجني، مع أن المستشفى يقول أنها تعاني من الصرع!!
يحدث ذلك في عام 2009، تواطؤ آخر من نوع معذب، مع الجهل ضد العلم، والضحية بشر هم الأقرب إلينا، الزوجة والابنة والأخت، هناك من لا يزال يبحث عن (البصّار) الذين يعملون جهارا نهارا دون أن يجرّمهم أحد، أليس هناك من يتولى حماية المجتمع قضائيا من المسيئين إليه؟!
حمايته من الذين يعتقلون حرية الحياة ويوزعون أوهام الثراء والشفاء، من المتواطئين فيما بينهم لترسيخ الجهل والتخلف.. من الأدعياء الذين يتواطئون مع قوى الشر ضد المجتمع وناسه، يبيعونه الأوهام، عبر شيكات لا رصيد لها أو عبر زجاجات دواء تقتل ولا تحيي؟!
تشاؤل أخير:صديق قديم انتقل للعمل دبلوماسيا في دولة أفريقية، يحاول الاتصال بي إلا أنني نسيت أمر الصديق وتذكرت أمور النصب والاحتيال عبر الهاتف النقال.. بعد أشهر تذكرت صديقي الدبلوماسي وأيقنت أنه اتصل مرارا لكن الأمر اختلط عليّ: بين فن الدبلوماسية وفن الاحتيال.
فمثلا.. يحذر البنك المركزي مرات عدة من عمليات احتيال تستهدف الناس في أموالهم، وبعد فترة يتم الإعلان عن وقوع حالات نصب على مجموعة من البشر، والغريب أن عدد الضحايا كبير جدا، رغم كل تلك التحذيرات.
حدث ذلك في الجمعيات التي كانت تنتشر في كل حارة عمانية ولها جباة يقومون (شهريا) بحصد الأموال مع (طلوع) الراتب فيما هناك من يترقب من عام إلى عام حلول دوره قبل (طلوع) الروح.. ولأن الأموال طلعت (ولم تعد) تأكدت المعادلة أن هؤلاء المستفيدين وجدوا تواطئا من الضحايا لاستكمال معادلة النصب.. والضحك على الذقون، أقصد (على اللحى) لأننا لا نستخدم مفردة ذقن في لهجتنا العمانية.
وتكرر حدوثه في المحافظ المالية، وأوهام مضاعفة الثروة، وعبر تلك الرسائل النصية والالكترونية التي تعرض نسبة من الملايين التي تركها (الراحل) ويجد ابنه أو حفيده مشكلة في الخروج بها من بلده فيتصل بصديق (مجهول) يعرض عليه مليون دولار أو أكثر، حسب الغنيمة.
يتواطأ المرء على نفسه أحيانا، يقدمها لقمة سائغة طمعا في العصافير التي على الشجرة، مع أن الشجرة وما عليها من حمام هي ديكورات بلاستيكية لا يمكن تبيّنها من بعيد، وتكون للناظر كالمسافر العابر للصحراء يحسب السراب ماء، حتى إذا سار إليه ابتعد عنه في تخوم الرمل المنبسط.
كثيرون فعلوها، تواطؤا على أنفسهم، ليس بأموالهم فقط، بعضهم ساقته أوهام الشفاء ليقدم أكثر من المال طلبا للعلاج، الغريب أن ذلك يحدث في عصر العلم، الأغرب أنها تحدث لمن نسميهم متعلمين.
يترك العلم بحثا عن الاحتيال والشعوذة، يصدق جاهلا لا حيلة له سوى البخور وطلاسم لا تضر أكثر مما تنفع..
ذلك الشاب وهو يتحدث بعفوية، يخبرني بأنه صارم في تعامله مع الجن عندما يحضرون إلى زوجته، (ما يفيد معهم إلا العصا).. كان يضرب زوجته (بالباكور) من أجل إخراج الجني، مع أن المستشفى يقول أنها تعاني من الصرع!!
يحدث ذلك في عام 2009، تواطؤ آخر من نوع معذب، مع الجهل ضد العلم، والضحية بشر هم الأقرب إلينا، الزوجة والابنة والأخت، هناك من لا يزال يبحث عن (البصّار) الذين يعملون جهارا نهارا دون أن يجرّمهم أحد، أليس هناك من يتولى حماية المجتمع قضائيا من المسيئين إليه؟!
حمايته من الذين يعتقلون حرية الحياة ويوزعون أوهام الثراء والشفاء، من المتواطئين فيما بينهم لترسيخ الجهل والتخلف.. من الأدعياء الذين يتواطئون مع قوى الشر ضد المجتمع وناسه، يبيعونه الأوهام، عبر شيكات لا رصيد لها أو عبر زجاجات دواء تقتل ولا تحيي؟!
تشاؤل أخير:صديق قديم انتقل للعمل دبلوماسيا في دولة أفريقية، يحاول الاتصال بي إلا أنني نسيت أمر الصديق وتذكرت أمور النصب والاحتيال عبر الهاتف النقال.. بعد أشهر تذكرت صديقي الدبلوماسي وأيقنت أنه اتصل مرارا لكن الأمر اختلط عليّ: بين فن الدبلوماسية وفن الاحتيال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق