خرجت الروح المصرية لتعبّر بسخريتها عن واقع الحال، وقالت أن هذا العام يفترض أن لا يتبادل الناس التهاني بالقول رمضان مبارك، بل عليهم اختيار أي صفة أخرى للشهر الفضيل كون أن (الرئيس) مبارك خارج حدود التغطية، وأن هلاله لم يروه الناس إلا في اليوم الثالث، ولم يكن كأي يوم.. ولم يكن مبارك كالذي كان مباركا لمن حوله، لكنها سخريات القدر قبل أن تكون سخرية الروح المصرية المقهقهة بالضحكة رغم أنف الهموم.
رأيت وراء القضبان الرجل المسجى على فراشه، كآية من آيات الله في خلقه.. متجلّية في يوم من أيام رمضان حيث يحتفي المسلمون بشهر الصيام وما فيه من معاني الخير والتسامح والرحمة.
كانت أصوات المدعين تعلو بطلب القصاص، الضحية في موقف الجلاد، والجلاد وراء القضبان كأسد جريح، من حوله بقية الأسود التي زأرت كثيرا وطويلا في وجوه بشر..
يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء.. ذلك المواطن المصري الواقف أمام المحكمة أكثر حرية، أسعد حالا، وأعزّ من أولئك الذين حرموه الحرية وسعادة الحال ومارسوا عليه إذلالا كأنهم فراعنة العصر حيث يسومون الناس سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
رأيت مبارك، الإنسان لا الرئيس..
الرجل الذي لا نستطيع أن ننسى وجوده رمزا لمصر خلال أكثر من ثلاثة عقود.. رئيس الجمهورية، المواطن المصري الأول، الهدوء الذي جنّب مصر الدخول في مراهقات عسكرية وسياسية تعرّض أمن بلاده لمزالق ومخاطر لا تحصى..
لكنها الفوارق في الفهم، والاختلاف في الرأي..
مصر بدت معه (وبه) مهيضة الجناح تسير "بجانب الحيط" حسب التعبير المصري مخافة أي شيء.. وبدا في الاربعاء الأخيرة مهيض الجناح مستلقيا على سرير المرض يطلب عزرائيل وقد كان يتجنّبه بكل السبل، وفي أزمته الصحية الأخيرة خرج منها رغم خطورتها.
لكنها القدرة الإلهية وهي تعطي البشر درسا في أنه لا نعيم يدوم ولا هم يقيم..
الرئيس العظيم ومعه أبناءه وأركان حاشيته يحاكمهم الشعب الذي حكموه بهراوات الأمن المركزي والسجون التي لا يخرج منها إلا (مولود) حيث من يدخلها (مفقود) .. رؤوس السياسة والاقتصاد يغلبون دموع المذلة وقد سقوا الملايين لقمة العيش بدموع الذل عقودا..
نعم.. اطمأن الشعب المصري على أن قاطرة العدالة بدأت في السير على السكة الصواب، لكن تستوجب ما لا بدّ منه كي تسكن نفوس القائمين بالثورة والمطالبين بالثأر، رؤية مشنقة يتدلى منها عنق أحد أركان النظام، ولعله سيكون حبيب العادلي هو الأقرب إليها.. روح الثورة القلقة تتطلب روحا كي تهدأ، وفي الأفق أكثر من عنق ينتظر خروج روح صاحبه منه، لكن العدالة عليها أن تبقى عدالة فلا تتسرع في نصب أعواد المشانق، ولا تخرج عن مسارها فتقيّد القضية ضد مجهول.. كما اعتادت طوال العقود الماضية.
بدأت المسبحة بكرّ حباتها، زعيم العراق القوي صدام حسين، من حفرته إلى وراء القضبان إلى المشنقة، ورئيس مصر العظيمة من عرشه العتيد إلى وراء القضبان حيث لا يستطيع حتى الوقوف أمام العدالة، والزمن كفيل أن يحدد أي عزّ سيتبدّل وتبث لنا الفضائيات مشهد زعيم عربي آخر سيقف وبيده دم شعبه بما لا يستطيع مداراته بمصحف يحمله في يده، القائمة جاهزة، فبيد هؤلاء (الساقطون) سقط النظام العربي، وركبت أمريكا ومعها إسرائيل على ظهره المحني.alrahby@gmail.com
رأيت وراء القضبان الرجل المسجى على فراشه، كآية من آيات الله في خلقه.. متجلّية في يوم من أيام رمضان حيث يحتفي المسلمون بشهر الصيام وما فيه من معاني الخير والتسامح والرحمة.
كانت أصوات المدعين تعلو بطلب القصاص، الضحية في موقف الجلاد، والجلاد وراء القضبان كأسد جريح، من حوله بقية الأسود التي زأرت كثيرا وطويلا في وجوه بشر..
يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء.. ذلك المواطن المصري الواقف أمام المحكمة أكثر حرية، أسعد حالا، وأعزّ من أولئك الذين حرموه الحرية وسعادة الحال ومارسوا عليه إذلالا كأنهم فراعنة العصر حيث يسومون الناس سوء العذاب يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم.
رأيت مبارك، الإنسان لا الرئيس..
الرجل الذي لا نستطيع أن ننسى وجوده رمزا لمصر خلال أكثر من ثلاثة عقود.. رئيس الجمهورية، المواطن المصري الأول، الهدوء الذي جنّب مصر الدخول في مراهقات عسكرية وسياسية تعرّض أمن بلاده لمزالق ومخاطر لا تحصى..
لكنها الفوارق في الفهم، والاختلاف في الرأي..
مصر بدت معه (وبه) مهيضة الجناح تسير "بجانب الحيط" حسب التعبير المصري مخافة أي شيء.. وبدا في الاربعاء الأخيرة مهيض الجناح مستلقيا على سرير المرض يطلب عزرائيل وقد كان يتجنّبه بكل السبل، وفي أزمته الصحية الأخيرة خرج منها رغم خطورتها.
لكنها القدرة الإلهية وهي تعطي البشر درسا في أنه لا نعيم يدوم ولا هم يقيم..
الرئيس العظيم ومعه أبناءه وأركان حاشيته يحاكمهم الشعب الذي حكموه بهراوات الأمن المركزي والسجون التي لا يخرج منها إلا (مولود) حيث من يدخلها (مفقود) .. رؤوس السياسة والاقتصاد يغلبون دموع المذلة وقد سقوا الملايين لقمة العيش بدموع الذل عقودا..
نعم.. اطمأن الشعب المصري على أن قاطرة العدالة بدأت في السير على السكة الصواب، لكن تستوجب ما لا بدّ منه كي تسكن نفوس القائمين بالثورة والمطالبين بالثأر، رؤية مشنقة يتدلى منها عنق أحد أركان النظام، ولعله سيكون حبيب العادلي هو الأقرب إليها.. روح الثورة القلقة تتطلب روحا كي تهدأ، وفي الأفق أكثر من عنق ينتظر خروج روح صاحبه منه، لكن العدالة عليها أن تبقى عدالة فلا تتسرع في نصب أعواد المشانق، ولا تخرج عن مسارها فتقيّد القضية ضد مجهول.. كما اعتادت طوال العقود الماضية.
بدأت المسبحة بكرّ حباتها، زعيم العراق القوي صدام حسين، من حفرته إلى وراء القضبان إلى المشنقة، ورئيس مصر العظيمة من عرشه العتيد إلى وراء القضبان حيث لا يستطيع حتى الوقوف أمام العدالة، والزمن كفيل أن يحدد أي عزّ سيتبدّل وتبث لنا الفضائيات مشهد زعيم عربي آخر سيقف وبيده دم شعبه بما لا يستطيع مداراته بمصحف يحمله في يده، القائمة جاهزة، فبيد هؤلاء (الساقطون) سقط النظام العربي، وركبت أمريكا ومعها إسرائيل على ظهره المحني.alrahby@gmail.com